عبـــــــدالله خلــــــــيفة


ذهب مع النفطالفردُ الوحيدُ حين يُسحق، يُداسُ كحشرةٍ، ويقاومُ في هذا الوجودِ الممزقِ المتلاشي، يفقدُ رجولتَهُ وأبوتَهُ، هل يزول تماماً؟ هل يبقى فيه عرقٌ ينبضُ؟بل حين يفقدُ كرامتَهُ، ويبيعُ كلمتَهُ، هل يتلاشى كلياً؟هنا الشخصيةُ المعقدةُ المركبةُ وهي تضجُ بالكلام، والأحلام، والكوابيس، وبمشروعاتِ الانتقام والامتهان، وتخلقُ، وتتمزقُ بين ثورةٍ باطنيةٍ وانسحاقٍ ظاهر، في أشكالٍ من السردِ الغرائبية الواقعية.الخصمُ ملأ الساحةَ، حازَ الثروةَ، وصارَ كائناً كلياً جباراً، معبوداً كأنه إله، وتحولَ المواطنون إلى حشرات، ولم يبقْ سوى أن يذيبَ هذا المثقفَ الوضيعَ الذي لايزالُ يقاوم، لكنه لا يذوبُ بل يتناسخُ ويظهرُ بأشكالٍ جديدة.النفطُ يملأ البلد، ويصيرُ بحراً ويبتلعُ البشرَ ويبتلعُ الأرضَ.روايةٌ واقعيةٌ كابوسيةٌ ساخرة.


الصفحة الرئيسية