شريف الراس


الأديب شريف الراس من مواليد مدينة حماة السورية عام 1930، وخريج قسم الفلسفة بجامعة دمشق التي انتسب إليها عام 1952، وكان خلال دراسته الأول على قسم الفلسفة، وأعفته الجامعة من رسوم الدراسة وقدرها 75 ليرة سورية في حينها، وعمل في الصحافة منذ انتسب إلى الجامعة، فكتب في عدد من الصحف اليومية والأسبوعية، في سوريا، ولبنان والعراق والكويت والإمارات وسواها، وتميز بأسلوبه الساخر، حتى عُدّ "الكاتب الساخر الأول"، كما دعاه الكاتب المصري: محمود السعدني. وأصبح شريف الراس عضواً في حزب البعث العربي الاشتراكي، عندما اندمج "العربي الاشتراكي" الذي كان يرأسه أكرم الحوراني مع "البعث العربي" الذي كان يرأسه ميشيل عفلق، وقاد في عام 1956 المظاهرة الشهيرة التي أدت إلى استقالة وزارة المرحوم سعيد الغزي في سوريا. وفي عام 1958 انفرط الحزب إكراماً للوحدة مع مصر، وبعد انتهاء الوحدة ووقوع الانفصال، وبالتحديد في عام 1962 -جمع ميشيل عفلق مؤتمراً قومياً لحزب البعث العربي الاشتراكي في منزل فرحان الأتاسي (الذي أُعدم لاحقاً بتهمة التجسّس لصالح أمريكا) بحمص فقرر المؤتمر فصل أكرم الحوراني من الحزب، ومنذ ذلك التاريخ خرج شريف الراس من الحزب، ولكنه «بقي منتمياً لأمته ومنحازاً للفقراء والمضطهدين»، وغير ملتزم بأي تنظيم سياسي. وكان شريف الراس من أول ضحايا ثورة الثامن من آذار (مارس) عام 1963؛ إذ اعتُقل في سجن المزة 4 أشهر، بسبب معارضته لجمال عبد الناصر إلى أن قام صديق عمره الدكتور سامي الجندي (وزير الثقافة) في عهد الثورة بإرسال قرار تسريحه من الوظيفة كأول سوري يُسرّح من وظيفته في الستينيات. وبسبب الضغوط التي تعرض لها غادر سوريا نهائياً إلى بيروت في الأسبوع الأخير من عام 1965 وبقي فيها حتى عام 1975، ثم غادرها إلى بغداد بسبب اندلاع الحرب الأهلية، وفي العراق عمل موظفاً في دار ثقافة الأطفال، وهو عمل حصل بموجبه على الجائزة الأولى في تأليف كتب للأطفال من المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية، كما نال جوائز دولية عدة. وفي عام 1990 غادر شريف الراس بغداد في ظل حرب الخليج الثانية ليحط عصا الترحال في مدينة عمّان حيث عاش إلى أن انتقل إلى جوار ربه، وله من الأبناء خمسة، اثنان من الذكور وثلاث من البنات، وفي عمّان تابع شريف الراس أعماله الأدبية والفنية الثرّة، وقدم الكثير من الأعمال الإبداعية، لا سيما في مجال التلفزيون وكُتب الأطفال، وقد ترك للمكتبة العربية أكثر من 200 كتاب ومخطوط. ومن أعمال شريف الراس الروائية: طاحون الشياطين، والورطة، ومهمة سرية جداً، وصابر فقعتوني، واعترافات قاتل سعيد جداً، وتعالوا نعشق ليلى، والخنزير في صحن الجامع، كما له عشرات السيناريوهات التي لم تُجمع في كتاب، بالإضافة إلى 100 كتاب للأطفال في التاريخ والجغرافيا والتراث واللغة والقصص الخيالية وكتب للتلوين. وللراحل عدّة مسلسلات تلفزيونية بمئات الحلقات، وقد اشترك مع الأديب عبد الله الطنطاوي في مسلسلين تلفزيونيين من 60 حلقة، الأول بعنوان "أكل وشرب على مائدة القرآن"، والثاني "سمع وأطاع"، فضلاً عن مسلسله الشهير "أحلى الكلام" الذي أنتجه العراق في 64 حلقة، ويقدّم قواعد اللغة العربية بأسلوب محبّب وسلس.توفي في 17/5/2000 وله من الأبناء خمسة، اثنان من الذكور وثلاث من البنات.


الصفحة الرئيسية