قد يتعاظم المكان في بعض القص ليصبح بطلًا من أبطالها، وٕاذا كان هذا ممكنًا في السرد التخيلي فلك أن تتخيل دوره في السرد القرآني، ففي قصة يونس- عليه السلام - يكاد المكان يمثل عاملاً حقيقياً بتعبير "جريماس"، فله برنامج محدد إن استقصى كان صالحًا لإدراجه وتوضيحه، فالبطل المعيق مثَّلَهُ أكثر من عامل فضلاً عن كونه مكانًا باعتباره فضاء ح...
قراءة الكل
قد يتعاظم المكان في بعض القص ليصبح بطلًا من أبطالها، وٕاذا كان هذا ممكنًا في السرد التخيلي فلك أن تتخيل دوره في السرد القرآني، ففي قصة يونس- عليه السلام - يكاد المكان يمثل عاملاً حقيقياً بتعبير "جريماس"، فله برنامج محدد إن استقصى كان صالحًا لإدراجه وتوضيحه، فالبطل المعيق مثَّلَهُ أكثر من عامل فضلاً عن كونه مكانًا باعتباره فضاء حاوياً لجسد النبي البطل، ومثله مكان الاحتجاز كبطن الحوت، ويمكن أن يضاف إلى ذلك العراء كمكان متسع خال من عوامل الحماية والأمن، كما أن اليقطين كأحد مفردات المكان يعد عاملاً مساعدا على النجاة، برنامجه يتمثل في شفاء جروح النبي جراء المكث في بطن الحوت ودفع الحشرات عنه، وهذا التنازع للعلامة الواحدة بين مكونين سرديين (العوامل والمكان) سمة قرآنية إعجازية يقتضيها الإيجاز والإعجاز، كما أنها تؤذن بدخول المكان أو تداخله في السرد القرآني بين شقي الحكاية والخطاب. مقالة في دلالات المكان وإحداثيات الإعجاز المكاني في قصة نبي الله يونس - عليه السلام - تقدمها لنا د. "نجلاء علي مشعل" المحاضرة بكلية الآداب بكفر الشيخ بمصر.