نبذة النيل والفرات:في شهر رمضان المبارك من عام 92هـ التقت جموع المسلمين الزاحفة نحو شبه جزيرة إيبيريا، جيوش الإسبان الكثيفة يحدوها الأمل بالانتصار، ويسعفها الإيمان العقائدي الصلد بالإسلام، وتدعمها التعبئة القتالية العالية، ويذهبها شظف العيش ويزينها ترك الدنيا، فانتصرت انتصاراً حاسماً، وتفوقت تفوقاً باهراً... فتناثرت أشلاء الإسبا...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:في شهر رمضان المبارك من عام 92هـ التقت جموع المسلمين الزاحفة نحو شبه جزيرة إيبيريا، جيوش الإسبان الكثيفة يحدوها الأمل بالانتصار، ويسعفها الإيمان العقائدي الصلد بالإسلام، وتدعمها التعبئة القتالية العالية، ويذهبها شظف العيش ويزينها ترك الدنيا، فانتصرت انتصاراً حاسماً، وتفوقت تفوقاً باهراً... فتناثرت أشلاء الإسبان في كل مكان، وتفرقت أوصالهم وخمدت أسلحتهم وفرّت أبطالهم.وفي الجانب الآخر شكر المسلمون ربهم ساجدين لله تعالى حامدين له آلاءه عارفين له نعماءه فكان أول انتصار إسلامي في الأراضي الأوروبية، وأول فوز للموحدين في السهول الإسبانية، فارتفعت رايات الإسلام في ربوع إسبانيا وأذنت المساجد بنداء (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فرفرفت رايات التوحيد خفاقة عالية، وانتكست أعلام التثلث والشرك، وتكرر صدى الله أكبر فوق جبال ووديان الأندلس. وأفاض الله سبحانه وتعالى بعد ذلك على المسلمين فتوالت انتصاراتهم شرقاً وغرباً وشمالاً، فتصدعت الحصون وسقطت العروش، فما إن انجلت الغبرة حتى تبين وصول المسلمين إلى حدود فرنسا بسرعة خارقة وعزيمة لا تغلها الجبال ولا تمنعها السدود، فارتفعت قامات الموحدين فوق جبال الشمال ناظرة إلى سهول فرنسا، فطأطأ ملوك أوروبا رؤوسهم ورضوا بنصيبهم، واستكانوا إلى الهزيمة وركنوا إليها وأخذوا يتخوفون من وصول المسلمين في أية لحظة...إلا أن هذا المجد للعرب وللمسلمين لم يدم بسبب الخلافات والتناصرات والأهم من ذلك بسبب انغماس الحكام بالمكاسب الدنيوية متناسين دورهم الجهادي مما أدى بهم إلى سقوط ممالكهم في الغرب. وفي هذا الكتاب دراسة تاريخية تحليلية مفصلة حول سقوط الأندلس في محاولة لبيان الأسباب التي تقف وراء سقوط الدول والحكومات بصورة عامة عبر التاريخ.