ليس هناك أخطر على التاريخ من حاكم مستبد يخفي الحقائق وينشر الأكاذيب ؛ ليجمِّل صورته القبيحة . وفي ظل هذا الحاكم يسوِّد المنافقون صفحات التاريخ فيجعلون التآمر بطولة ، والقهر عزَّة ، والإخفاقات إنجازات ، والأبطال خونة ، والخونة أبطالاً ، والقرار غير المدروس إلهاماً غير مسبوق ! ولقد تعرَّض تاريخ مصر المعاصر إلى كثير من التزييف والت...
قراءة الكل
ليس هناك أخطر على التاريخ من حاكم مستبد يخفي الحقائق وينشر الأكاذيب ؛ ليجمِّل صورته القبيحة . وفي ظل هذا الحاكم يسوِّد المنافقون صفحات التاريخ فيجعلون التآمر بطولة ، والقهر عزَّة ، والإخفاقات إنجازات ، والأبطال خونة ، والخونة أبطالاً ، والقرار غير المدروس إلهاماً غير مسبوق ! ولقد تعرَّض تاريخ مصر المعاصر إلى كثير من التزييف والتحريف مما أثَّر في وعي الناس وتفكيرهم ، وأفقدهم القدرة على الحكم على الأمور حكماً صحيحاً .ونحن الآن ، وقد استردَّ المصريون حريتهم المسلوبة ، في أمسِّ الحاجة إلى عودة الوعي ليتمكن الناس من استثمار هذه الفرصة في اختيار السياسات الرشيدة ، والقرارات السليمة ، والمسئولين الصالحين .وفي سلسلة " دروس سياسية من التجربة الناصرية " يحاول الكاتب أن يُؤرِّخ لربع قرن من السنوات الحاسمة في تاريخ مصر المعاصر (1945 – 1970) بدقة وأمانة معتمداً على الوثائق والحقائق وشهود الأعيان .وسيفاجأ القارئ العزيز بحقائق جديدة ربما يقرؤها لأوَّل مرة ، وفترات زمنية مجهولة يكشف لنا الكاتب خباياها ، وجنوداً مغمورين يجلِّيهم لنا ، وأشخاصاً مشهورين يعرِّيهم لنا .وهدف هذه السلسلة ليست محاكمة أشخاص أفضوا إلى ما قدموا والله تعالى حسيبهم ، إنما الهدف استخلاص العبرة التي تفيد في فهم الحاضر، وتعين على اتخاذ القرار الصحيح في المستقبل .