نبذة النيل والفرات:حتى تستقيم أمور الناس، ولكي يتم تنظيم مسار الحياة، كان أن تم إستحداث وتنظيم طرق وآليات لتولي المسؤوليات السياسية والإدارية ومراكز الحكم والسلطة في البلدان والمجتمعات، ومن تلك الطرق فكان اللجوء للإنتخابات، التي تعتبر الوسيلة الديموقراطية لإيصال المسؤولين إلى مراكز المسؤولية.وقد تعددت طرق الإنتخابات وأساليبها، ف...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:حتى تستقيم أمور الناس، ولكي يتم تنظيم مسار الحياة، كان أن تم إستحداث وتنظيم طرق وآليات لتولي المسؤوليات السياسية والإدارية ومراكز الحكم والسلطة في البلدان والمجتمعات، ومن تلك الطرق فكان اللجوء للإنتخابات، التي تعتبر الوسيلة الديموقراطية لإيصال المسؤولين إلى مراكز المسؤولية.وقد تعددت طرق الإنتخابات وأساليبها، ففي بعض البلدان يتم إنتخاب رئيس للجمهورية مباشرة من الشعب، وهذا ما يسمى بالنظام الجمهوري، وففي بلدان أخرى يتم إنتخاب نواب ومن ثم يقوم النواب بإنتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما يسمى بالنظام البرلماني، كما وهناك رئيس الجمهورية، وهذا ما يسمى بالنظام البرلماني، كما وهناك بلدان يتم فيها إنتخاب رئيس للحكومة مباشرة من قبل الشعب، ثم يتولى رئيس الحكومة تعيين أعضائها، وكذلك في بعض البلدان يتم إنتخاب مجلس الشيوخ، هذا بالإضافة لوجود إنتخابات للمجالس البلدية وللمخاتير والهيئات الإختيارية...ولأهمية معرفة دور الإنتخابات، يمكن إلقاء الضوء على النظام الإنتخابي في لبنان؛ فالشعب اللبناني ينتخب نواباً له يؤلفون مجلس النواب، الذي يقوم بإنتخاب رئيساً للجمهورية، كما وأن المجلس النيابي يتشاور مع رئيس الجمهورية في تسمية رئيس الحكومة، ثم يصدق المجلس على تعيين الحكومة ووزرائها مع البيان الوزاري الذي تطرحه الحكومة كبرنامج عمل لها. وعلى ذلك فالمسؤولية في كل أمور وشؤون البلاد تقع على عاتق الناخب، الذي يقوم بإنتخاب المجلس النيابي، والذي ترجع إليه كل الأمور الإدارية في البلد قاعدة "الشعب مصدر السلطات" بإعتبار أنه ينتخب رئيساً للجمهورية والحكومة، وبالتالي فكل من يساهم في مجيء أي نائب يكون مساهماً في نفس الوقت في كل قرارات وأحكام وسياسة هذا الحكم الذي ينال شرعيته من المجلس النيابي. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، وفي دولة كلبنان وبما أنه ليس بإستطاعة أي طائفة تسلم زمام الأمور والسيطرة على الحكم كاملاً، وبما أنه يتحتم وتبعاً للشرع الإسلامي يتحتم على المسلمين زمام الأمور، فلا بد على الأقل محاولتهم إيصال مرشحين يكون وجودهم في البرلمان يرجع عليهم بالفائدة إلى حدٍّ ما، ويقويهم ويعزز قوة المسلمين وحضورهم.من هنا تأتي هذه الدراسة التي هدف الباحث من خلالها إلى التالي: أولاً بلورة نظام للإنتخابات يحدد الحكم الشرعي للناخب والمرشح، ولتوضيح الأحكام الشرعية لكافة تفاصيل العملية الإنتخابية (من ترشح، وإنتخاب، وتحالفات و...)، ثانياً: منعاً للإستغلال الذي قد يحصل بتجبير قضايا محددة، في مشاريع إنتخابية خاصة، وتصويرها كأنها مشاريع إسلامية، وكأنها من الضرورات الإسلامية الأساسية، في حين أنها مشاريع ضيقة.هذا وقد شكلت المواضيع التالية المحاور الأساسية لهذه الدراسة: إقامة حكم الله، الأحكام الشرعية للإنتخابات، فتاوى شرعية حول السياسة والإنتخابات، بين الحوزة العملية والساسة: حوار مع السيد محمد سعيد الحكم، بيانات في السياسة والإنتخابات للسيد صادق الشيراز.