إن كثيراً من أطروحات النهضة كانت بعيدة عن الفهم الحقيقي للمجتمع ومشكلاته بل حاولت أن تفرض عليه أنماطاً لا تتماشى مع تكوينه وثقافته، فكانت النتيجة المعروفة سلفاً هي الرفض الكامل لهذه الأطروحات، التي لم يكلف أصحابها أنفسهم عناء البحث الحقيقي عن أسباب رفضها، ولعل النظرة الاستعلائية التي مارسها كثير من المثقفين حالت بينهم وبين مجتمع...
قراءة الكل
إن كثيراً من أطروحات النهضة كانت بعيدة عن الفهم الحقيقي للمجتمع ومشكلاته بل حاولت أن تفرض عليه أنماطاً لا تتماشى مع تكوينه وثقافته، فكانت النتيجة المعروفة سلفاً هي الرفض الكامل لهذه الأطروحات، التي لم يكلف أصحابها أنفسهم عناء البحث الحقيقي عن أسباب رفضها، ولعل النظرة الاستعلائية التي مارسها كثير من المثقفين حالت بينهم وبين مجتمعاتهم بل جعلتهم بعيدون كل البعد عنها لا يدركون عمق مشكلاتها.فإذا لم تكن هناك دراسة مستوعبة للمجتمع استيعاباً شاملاً وافياً ثم النظر فما يلائمه، فسيبقى خطاب النهضة خارج حدود المجتمع وغريباً عنه.وهذه الدراسة عبارة عن محاولة إعادة قراءة خطاب النهضة عن طريق طرح إشكالات وتساؤلات حول هذا الخطاب، في محاولة للخروج من حالة السجال المستمر إلى بناء منهجية واضحة واعية لهذا الخطاب، ولن تكون قبل إعادة قراءته والوصول إلى مفاصله ومثارات الإشكال فيه.