إن الخطاب السياسي العربي ظاهرة جديدة، معاصرة، لم تأخذ مداها الفعلي سوى منذ ثلاثينات هذا القرن. وقد احتل هذا الخطاب بشكل عام موقفاً مركزياً ومسيطراً في الحياة الثقافية والاجتماعية للوطن العربي المعاصر. وكان الخطاب الناصري موضوع دراسة هذا الكتاب بشكل خاص وخلال عقدي (1952-1970) هو الخطاب المهيمن بشكله، كما بموقعه، في الحقل السياسي ...
قراءة الكل
إن الخطاب السياسي العربي ظاهرة جديدة، معاصرة، لم تأخذ مداها الفعلي سوى منذ ثلاثينات هذا القرن. وقد احتل هذا الخطاب بشكل عام موقفاً مركزياً ومسيطراً في الحياة الثقافية والاجتماعية للوطن العربي المعاصر. وكان الخطاب الناصري موضوع دراسة هذا الكتاب بشكل خاص وخلال عقدي (1952-1970) هو الخطاب المهيمن بشكله، كما بموقعه، في الحقل السياسي العربي.وقد قصدت الباحثة في هذه الدراسة الأولية أن تركز على مقاربة دقيقة ومحدودة: التحليل الشامل المنتظم للبيئات الداخلية ولأوليات التشكل والتحول، ولشبكات العلاقات لأهم المفاهيم والتصورات القومية العربية في الخطاب الناصري. وقد خصصت فصلاً في هذا الكتاب لتناول فائدة وإمكانيات وحدود المقاربة المنهجية التي اتبعتها.والباحثة في عملها لم تتناول المسألة الشائكة المغلفة بجذور ودوافع الخطاب الناصري لأنه بدا لها أنه من الملح في مرحلة أولى إنتاج تحليلات داخلية بنيوية ومنتظمة للخطابات السياسية، تحليلات وليس اختيارات غرضية انتقائية، بقصد المدح أو الذم.