كيف نفهم أطفالنا: الطفل بعمر 4-5 سنوات

يهدف هذا الكتاب الصغير إلى محاولة تخيل حياة الأطفال في عمر الأربع إلى الخمس سنوات من منظورهم، حيث ينتقلون تدريجياً من التعلق الشغوف بالآباء إلى العالم الكبير: عالم المدرسة والحياة خارج نطاق العائلة.يتوجه تركيز الأطفال الرئيسي في هذه المرحلة نحو العلاقات، وخاصة علاقات البالغين. بمعنى آخر، كيف يرتبط الأشخاص بعضهم مع البعض الآخر؟ كيف ارتبط أبي وأمي؟ أين هي مكانتي في هذا الارتباط؟ يتوجب على الأطفال في عمر الأربع إلى الخمس سنوات الذين يرغبون في تكوين علاقاتهم الخاصة (سوف أستخدم المؤنت والمذكر في فصول متعاقبة عند الإشارة إلى الأطفال من الجنسين)، أن يكونوا قد انتقلوا من مرحلة الرغبة في إقامة علاقة خاصة مع أحد الآباء، لإفساد المجال لإدخال الوالد الآخر كجزء من العلاقة التي أصبحت الآن ثلاثية. وبهذه الطريقة يطور الطفل الشعوب بالذات، كشخص مختلف ولكن مرتبط بالزوج الأبوي، في الواقع، عندما يكون للطفل والد واحد، يحاول الطفل ببساطة الاجتهاد لدمج فكرة وجود شخص ثالث، وسيطرح أسئلة عديدة حول الوالد الغائب لمحاولة توضيح الأمور.بإمكان الأب الوحيد أن الأم الوحيدة أن تتمتع بنفس ميزات الآخر، بالطبع، وبمعنى آخر، يمكن للأم أن تعتمد أسلوباً أكثر صرامة وحزماً، كما يمكن للأب أن يظهر أسلوباً أكثر لينة عند الضرورة. أصبحت العائلة المكونة من الأم والأب والأطفال ممزقة اليوم، في كثير من الأحيان، بسبب الطلاق والانفصال. قد يكون هناك عائلات جديدة مكونة من زوجة الأب التي تجلب معها أطفالها إلى العائلة. وبإمكانها أيضاً إنجاب أطفال رضع جدد، ليصبحوا نصف أشقاء ضمن نظام عائلي أكثر توسعاً وتشوشاً. إذا أخذنا هذه التبديلات والتعديلات المختلفة بالحسبان فقد يحتاج إلى صياغة كتاب من نوع آخر تماماً، لذا سوف نعتمد نموذج العائلة المكونة من أب وأم، حزئياً لأنه النموذج الموجود في عقول الأطفال أنفسهم، على الرغم من اختلاف واقعهم.يركز كل كتاب في هذه السلسلة على مرحلة معينة من المراحل المفصلية في نمو الطفل منذ ولادته وحتى سن المراهقة. وهو يهتم بشكل أساسي بالتفاعل بين مشاعر الأهل وتجاربهم الحياتية ومشاعر أطفالهم وتجاربهم.إن سلسلة "كيف نفهم أطفالنا" مفيدة للأهل الحديثي العهد والأهل ذوي الخبرة، واصدقائهم وأقربائهم والمربين، ونحن ننصح جميع العاملين في الحقل الاجتماعي والمهتمين بشؤون الطفل والأسرة بقراءتها.