يعدّ الفنّ الرّوائيّ واحداً من أكثر الفنون إنتشاراً، ومن أكثرها تأثيراً في حياة الإنسان فرداً ومجتمعاً... ولعلّ هذا ما أغراني بالدّخول في عالم هذا الفنّ، والقراءة في بعض أعماله المعروفة... غير أنّ ما لفت نظري في هذا المجال هو الأبعاد التي اكتنزها عدد غير يسير من تلك الأعمال، وذلك من خلال الإشارات والرّموز التي ترد فيها لتحيل إلى...
قراءة الكل
يعدّ الفنّ الرّوائيّ واحداً من أكثر الفنون إنتشاراً، ومن أكثرها تأثيراً في حياة الإنسان فرداً ومجتمعاً... ولعلّ هذا ما أغراني بالدّخول في عالم هذا الفنّ، والقراءة في بعض أعماله المعروفة... غير أنّ ما لفت نظري في هذا المجال هو الأبعاد التي اكتنزها عدد غير يسير من تلك الأعمال، وذلك من خلال الإشارات والرّموز التي ترد فيها لتحيل إلى إتّجاهاتٍ متنوّعةٍ منها الحضاريّ أو الثقافي أو الإجتماعي أو السياسيّ...وقد برز لي هذا الأمر على نحو ملفت في رواية "عرس الزّين" للكاتب السّودانيّ الطّيّب الصالح، الأمر الذي جعلني أبادر إلى السّؤال: ما هي الإشارات الرّمزيّة التي تحيل إليها هذه الرّواية؟ وكيف يمكنني إستخراج تلك الأبعاد بشكلٍ متماسكٍ ودقيق نوعاً ما؟.من هذا المنطلق، شرعت في التّفكير حول المنهج الذي يمكن إعتماده إلى جانب الهيكليّة المعروفة التي ترتكز إلى عناصر الرّواية، لهذا وجدت أنّ منهجاً مركّباً يمكن أن يكون الأنسب في مقاربة العمل، يقوم عنصره الأوّل على إستنباط العلامات الدّلالية التي تقدّمها أساليب الرّواية، أمّا جزؤه الثاني فيكمن في الإحاطة بالرّموز التي تقدّمها، وبناءً عليه آثرت على إعتماد منهجٍ سيميو - رمزيّ يسعى إلى إكتناه العلامات الدّلالية المرتبطة بما يصادفنا من رموز، وصولاً إلى الإمساك بالأبعاد الحضاريّة والثّقافيّة والإجتماعيّة التي تحيط بهذه الرّواية.أما السؤال الأوّل، فشكّل الغرض الرّئيس الذي تحاول هذه الدّراسة الإجابة عنه، من ناحيةٍ أخرى، كان لا بدّ لنا من المرور على مفهوم الرّواية، ومعرفة المعنى الذي يحمله هذا الفنّ الأدبيّ، وما إذا كان في مضامينه ما يشرعن الخوض في دراسةٍ كهذه، وهو الأمر الذي تطرّقنا إليه في المدخل حتّى تحدّد الوجهة التي نسير نحوها في عملنا هذا.