كنت قد وضعت كتاباً يدور حول الأدب الذي صاحب مرحلة الحروب الصليببة في بلاد مصر والشام، وقد ركزت فيه على النصوص التطبيقية، في الشعر والنثر، التي تواكب الروح الجهادية، منذ الاحتلال حتى التحرر، واعني "نصوص من أدب عصر الحروب الصليبية". وفي الاعوام الأخيرة جمعت بعض الأبحاث والمقالات المتناثرة التي كتبتها من قبل ويجمع بينها إطار الأدب ...
قراءة الكل
كنت قد وضعت كتاباً يدور حول الأدب الذي صاحب مرحلة الحروب الصليببة في بلاد مصر والشام، وقد ركزت فيه على النصوص التطبيقية، في الشعر والنثر، التي تواكب الروح الجهادية، منذ الاحتلال حتى التحرر، واعني "نصوص من أدب عصر الحروب الصليبية". وفي الاعوام الأخيرة جمعت بعض الأبحاث والمقالات المتناثرة التي كتبتها من قبل ويجمع بينها إطار الأدب في العصر العباسي، باسم: "في الأدب في العصر العباسي". لهذا كله رأيت أن لابد من لملمة ملاحظاتي الكثيرة، التي تجمعت لي على مدى سنوات الخبرة الطويلة، في تدريس الأدب في العصر العباسي بعامة، والشعر منه بخاصة. ولقد صح عندي أن النظر في الظواهر الشعرية في أي عصر من العصور، هو السبيل الأصوب لدراسة حال الشعر. ولقد غير زمان كنا نقرأ كتباً في حياة الطلب العلمي، تقصر همها على شعراء العصور ترجمة وتعمقاً. والظاهرة، في اللغة، "أمر ينجم بين الناس"، كأن نقول بدت أخيراً ظاهرة الاهتمام بالأرض بين الناس. فهي مرهونة بظروف وعوامل ومؤثرات، في الزمان والمكان والأحداث الجارية فيها. وهي تنجم أي تظهر وتطرأ، بعد أن لم تكن من قبل، ليس على يد رجل واحد ولكن بين الناس. والظواهر الشعرية، في أي عصر من العصور، إذن، تنجم عن مؤثرات لذلك كان من الضروري النظر الموسع في المؤثرات السياسية والاجتماعية والثقافية وبسطها. وبعد المؤثرات الاساسية، والظواهر الشعرية، لابد من أرسال النظرات الفنية المعمقة في هذه الظواهر، وهكذا يستوي البحث في ستة أبواب. الأول عرض للمؤاثرات السياسية والاجتماعية والثقافية بوجه عام. ثم كانت الابواب الثلاثة التالية لهذه المؤثرات كل على حدة: فالثاني للظواهر الناتجة عن المؤثرات السياسية، والثالث للظواهر الناتجة عن المؤثرات الاجتماعية، والرابع للظواهر الناتجة عن المؤثرات الثقافية والعقلية، أما الباب الأخير فلإلقاء نظرة فنية مناسبة على هذه الظواهر.