بسبب الاعتداءات الإسرائيلية تنتقل عائلة أم نجم (وداد) من قريتهم التي تقع على الحدود إلى قرية أخرى، ثم تنتقل العائلة إلى بيروت، ثم تنتقل مرة أخرى بسبب الحرب الأهليّة. وتعاني أم نجم من إهمال زوجها لها، فهو "الأستاذ" والمسؤول التنظيمي يهتم بالرفيقات، وتشغل باله الرفيقة "غزل". في أجواء الحياة الحزبيّة، بكل أشكالها، التي كانت تسود...
قراءة الكل
بسبب الاعتداءات الإسرائيلية تنتقل عائلة أم نجم (وداد) من قريتهم التي تقع على الحدود إلى قرية أخرى، ثم تنتقل العائلة إلى بيروت، ثم تنتقل مرة أخرى بسبب الحرب الأهليّة. وتعاني أم نجم من إهمال زوجها لها، فهو "الأستاذ" والمسؤول التنظيمي يهتم بالرفيقات، وتشغل باله الرفيقة "غزل". في أجواء الحياة الحزبيّة، بكل أشكالها، التي كانت تسود تلك المرحلة، تدور هذه الرواية التي تسرد سيرة أم نجم (وداد) وعائلتها، فتقدّم لنا صورة عن ظروف الحياة في مرحلة الحرب الأهليّة، وانقسام بيروت بين شرقية وغربية. سيرة "الرفيقة وداد", التي لم تكن تنتمي لأي حزب، هي سيرة أمرأة تم إهمالها من طرف زوجها الذي يحمل أفكاراً تقدّمية لكنه لا يمارسها في حياته، فتقرّر أخذ مصيرها بيدها. عندما رأت أم نجم (وداد) زوجها يبالغ في حلاقة ذقنه، ويتحاشى تلاقي نظراتهما، تقدّمت منه ، منقادة بحسّها الأنثوي، وبخبرة النساء الفطريّة بنصب الكمائن الحواريّة، سألته:- هل ننتظرك على العشاء الليلة؟ أربكه سؤالها، وحاول إخفاء ارتباكه بأن أطال تنشيف وجهه. كان متيقناً أن عينيها تراقبان كل حركة يقوم بها. وبغبائه الذكوريّ المتعالي أجاب:- لا عندي مهمّة تنظيمية هذا اليوم. فلا تنتظروني على العشاء. "بعد خروجه، دخلت غرفة نومها، نزعت عنها ثيابها العلويّة ووقفت أمام المرآة تخاطب جسدها كأنها تختلي به للمرّة الأولى. شعرت بمعاناته وتأنيبه لها على إهمالها له في السنين الفائتة. ألقت نظرة متفحّصة على ثدييها قبل الحدث الذي كانت خطّطت له، وكأنها ستنتقل معهما إلى مرحلة جديدة من حياتها..."