العمل السري في الحزب الشيوعي اللبناني مع صفحات من تاريخه

يمثل كتاب عزيز صليبا الذي نقلب صفحاته محاولة جريئة لحياء الذاكرة، ذاكرة الأفراد والشعب والوطن، بل وذاكرة الحزب الشيوعي اللبناني بالذات؛ ليس فقط من الحزب وأصدقائه الشباب الجدد؛ بل وحتى لرفاق قدامى ومخضرمين، ينتشرون في مواقع قيادية عليا ووسطية مختلف في الحزب. وعزيز صليبا في كتابه هذا ليس مؤرخاً محترفاً مثله مثل سائر من كتبوا مذكراتهم، أو ذكرياتهم، أو دوّنوا أحداثاً معينة حصلت في مراحل معينة من تاريخ الحزب، ولكنه يعرض وجهة نظره حول الأحداث، أو هو يصف بعض الأحداث من حيث الموقع الذي كان يتابعها من خلاله، لا من حيث شمولية النظرة. ثم يترك أبطال يتحدثون، ويروون بعض سيرة حياتهم، وبالتالي شمولية النظرة. ثم يترك أبطال يتحدثون، ويرون بعض سيرة حياتهم، وبالتالي بعض مآثر هذا الحزب.والجديد عند عزيز صليبا هو البحث عن دور للرفاق العاديين، في سراديب العمل السري أو في المناطق النائية، في صنع تاريخ الحزب، وتاريخ الشعب والوطن. وأبطال عزيز صليبا هؤلاء نزلاء سجون، زبائن معتقلات، ضحايا مطاردات شبه دائمة. وأبطال عزيز صليبا أيضاً هم آباء، وأهل أبطال المقاومة الباسلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكل أولئك الذين ساهموا في كل أشكال النضال، وهم شهداء سقطوا برصاص أجهزة القمع، أو استشهدوا تحت وطأت تعذيب الجلادين.وكتاب "العمل السري في الحزب الشيوعي اللبناني مع صفحات من تاريخه" هذا يأتي توسعة لكتاب عزيز صليبا "صفحات مجهولة من تاريخ العمل الثوري في لبنان وسوريا"، الذي هو في الواقع نوع من الذكريات عن عمله السري في الحزب الشيوعي اللبناني، في ميدان المطابع السرية، والبيوت الحزبية السرية، والأرشيف، وكذلك عن أحداث هامة في سوريا عايشها وساهم فيها بين عامي 1955 و1958 وكذلك عن أحداث 1958 والأحداث الأخيرة 1975-1990.والكتاب الحالي والحالة هذه لا يشتمل فقط على نواحي العمل السري المختلفة، بل هو يشمل أيضاً صفحات من تاريخ هذا الحزب على لسان العديد من مناضليه. وهكذا بات الكتاب مؤلفاً من قسمين: الأول: يضم القسم الأساسي من كتابه السابق، مضافاً إليه أحاديث مع رفاق عملوا في الميدان السري، والثاني: يضم صفحات من تاريخ الحزب استناداً إلى ما سبق وكتبه بعض رفاقه في الحزب، مع موجز عن حياة كل من القادة الأوائل التاريخيين في الحزب، ومن صم صفحات من تاريخ الحزب في المناطق باستثناء بيروت.