نبذة النيل والفرات:يعتبر كتاب " تاريخ العراق ونجد " من المراجع المهمة ضمن الفترة التاريخية 1188 هـ / 1747 م، 1242 هـ / 1826 م. نظراً لأهمية ما ساقه المؤلف من معلومات في هذا السياق. والمؤلف هو عثمان بن سند الوائلي البصري ( 1180 هـ / 1242 هـ ) الذي فاز بتقدير معاصريه وإحترامهم، وتهافتوا على الإستفادة من علمه وأدبه، تجاوزت شهرته ال...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يعتبر كتاب " تاريخ العراق ونجد " من المراجع المهمة ضمن الفترة التاريخية 1188 هـ / 1747 م، 1242 هـ / 1826 م. نظراً لأهمية ما ساقه المؤلف من معلومات في هذا السياق. والمؤلف هو عثمان بن سند الوائلي البصري ( 1180 هـ / 1242 هـ ) الذي فاز بتقدير معاصريه وإحترامهم، وتهافتوا على الإستفادة من علمه وأدبه، تجاوزت شهرته العلمية جيله إلى الأجيال التالية، إذ نوه جميع من ترجم له بوافر علمه ورجاحة عقله، وحسن أدبه، وعلو خلقه، فقد وصفه الآلوس بقوله: " ... من شاع ذكره، مدملاً الأسماع مدحه وشكره، حيث كان من العلماء العارفين، وأفاضل المحدثين... وكان له في اللغة باع طويل، ليس له في وقته مثيل، حتى قيل أنه كان يحفظ القاموس من الأول إلى الآخر، وذلك من نوادر الوقوع ولا سيما في الزمن المتأخر. ترك مؤلفات كثيرة أحصاها أحد مترجميه فذكر أنها بلغت " أربعين مؤلفاً بين صغير وكبير " في مواضيع عديدة: في الحديث والفقه والعقائد والنحو والصرف والبلاغة والعروض والتصوف والأدب والحساب والتاريخ والتراجم والمنطق. أرخ عثمان بن سند في كتابه هذا عقبة مهمة، وحافلة بالأحداث الجسام من تارخ العراق الحديث، بل وتتناول في ضمن ذلك، أخبار أقطار مجاورة، وحدد علاقات جمة... وكانت نظرته شاملة لجميع جوانب الحياة المتنوعة والمتدفقة في العراق إبان ذلك العصر. ففي الجانب السياسي حفل الكتاب بمعلومات مهمة عن عهود أحد عشر والياً تعاقبوا على حكم بغداد والبصرة وأعمالها خلال أكثر من نصف قرن من الزمن... وإنتقد في جزء من كتابه الحركة الوهابية وما أحدثته من تداعيات سياسية وإجتماعية عميقة من الإحساء والعراق وكلاهما كانا وطنه ومكان صباه وشبابه... أما في الجانب الإجتماعي فإنه قدم من خلال الحوادث التي ساقها، تفاصيل جمة، وفريدة عن التركيب الإجتماعي القبلي في العراق، ومدى تأثر هذا التركيب بالهجرات القبلية التي شهدها العراق في أواخر القرن الثاني للهجرة ( 18 م )، والعلاقات بين القبائل القديمة، وتلك التي نزحت في خلال هذه الحقبة، وطبيعة الوشائج التي كانت تربطها بالمدينة العراقية التي أخذت تشهد تطوراً ونمواً في الوقت نفسه، ومحاولات بعض الزعامات القبلية القومية الإستقلال عن السلطة المركزية العثمانية وإقامتها نوعاً من السلطة المحلية... هذا وليس الجانب الثقافي بأقل أهمية في الكتاب من جوانبه الأخرى، فلقد ترجم لعدد من العلماء الذين نبغوا في عهده، وسجل شيئاً من إنجازاتهم العلمية، ومنها تظهر منزلتهم في الحياة الثقافية، وصلاتهم بزملائهم من علماء الأقطار العربية الأخرى، وتوضح أسانيدهم في رواية الكتب والرسائل عن مؤلفيها، وما يتصل بذلك من أمور. وفضلاً عن ذلك كله، فإن للكتاب فوائد عدة، مثل إيراده أسماء مواضع مختلفة في العراق والإحساء ونجد، وعناوين وظائف كانت معروفة في عهده، وأسماء أشخاص تولوا تلك الوظائف، ومصطلحات إدارية عسكرية عديدة.