تتناول هذه الدراسة بالوصف والتحليل المبادرات والاستجابات في السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة. فبعد مرور 30 عاماً على قيامها كدولة اتحادية مستقلة، ترتبط دولة الإمارات بالعالم الخارجي بعلاقات واسعة وتتفاعل مع دول العالم على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، وأصبح لها حضورها السياسي والدبلوماسي الواسع عل...
قراءة الكل
تتناول هذه الدراسة بالوصف والتحليل المبادرات والاستجابات في السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة. فبعد مرور 30 عاماً على قيامها كدولة اتحادية مستقلة، ترتبط دولة الإمارات بالعالم الخارجي بعلاقات واسعة وتتفاعل مع دول العالم على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة، وأصبح لها حضورها السياسي والدبلوماسي الواسع على الصعد الخليجية والعربية والعالمية.ورغم أن دولة الإمارات تتبع في العموم سياسة خارجية نشطة ومنفتحة تمزج بين المبادرات والاستجابات في تعاملها مع التطورات والمستجدات الخارجية، فإنها قد أعطت أولوية واضحة لبيئتها الخليجية، وهي البيئة التي تحتوي على أكبر قدر من الفرص والمخاطر السياسية والأمنية. كذلك أعطت دولة الإمارات اهتماماً خاصاً بقضايا العالم العربي الذي تستمد منه هويتها وخصوصيتها الحضارية. غير أن هذا التركيز على البيئتين الخليجية والعربية لم يؤدِ بدولة الإمارات إلى اتباع سياسة خارجية انعزالية عن العالم الخارجي. فدولة الإمارات كانت دائماً إيجابية في رؤيتها للعالم، بل هي من أكثر الدول في المنطقة الخليجية والعربية انفتاحاً على الثقافات المعاصرة، ومن أكثرها اندماجاً في الاقتصاد العالمي.لقد استمدت السياسة الخارجية الإماراتية حيويتها من اقتناعات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الدولة، وتأتي في مقدمة تلك الاقتناعات ضرورة الإقدام على أخذ المبادرات وعدم الاكتفاء بمجرد الاستجابة لمختلف التطورات التي تحدث على المستويات الخليجية والعربية والعالمية. كانت هذه هي القاعدة الحاكمة للسلوك السياسي الخارجي لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر 1971، وستظل هي القاعدة التي تعتمدها الدبلوماسية الإماراتية في تعاملها المستقبلي مع معطيات ومتطلبات عالم العولمة.