لقى هذا الكتاب قبولا حسناً منذ نشره قبل أكثر من 20 عاما، فلقد درس في أكثر من قسم وأكثر من جامعة ولعل السبب في ذلك أن الكتاب قد اهتم بالجوانب الكمية أو الإحصائية للموضوع، إضافة إلى اهتمامه بالجوانب النظرية أو الاقتصادية، بينما كانت أغلب المؤلفات التي سبقته قد اقتصر اهتمامها على الجانب النظري ولم تعالج الجوانب الكمية إلا قليلا.وبع...
قراءة الكل
لقى هذا الكتاب قبولا حسناً منذ نشره قبل أكثر من 20 عاما، فلقد درس في أكثر من قسم وأكثر من جامعة ولعل السبب في ذلك أن الكتاب قد اهتم بالجوانب الكمية أو الإحصائية للموضوع، إضافة إلى اهتمامه بالجوانب النظرية أو الاقتصادية، بينما كانت أغلب المؤلفات التي سبقته قد اقتصر اهتمامها على الجانب النظري ولم تعالج الجوانب الكمية إلا قليلا.وبعد نشر الكتاب حصلت تغيرات كبيرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وتطلب ذلك أن يعاد النظر في الكتاب ليكون مواكبا لتلك التطورات. لذلك كان سروري عظيما عندما كلفت بتحديث الكتاب وتطويره. وكان أهم ما قمت به من تعديلات هي: 1. متابعة ما استجد من توصيات الدائرة الإحصائية في الأمم المتحدة بهذا الشأن ما وجدت إلى ذلك سبيلاً. 2. حذف الشروح التفصيلية الزائدة التي لا تنفع الطالب بقدر ما تثبط عزيمته عندما يرى ضخامة المادة وكثرة عدد الصفحات. 3. رفع القسم الخاص بتجارب الدول الاشتراكية، بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، وليس من المنتظر بعد الآن مقارنة إحصاءات الدخل القومي في العراق مع إحصاءات الدول الاشتراكية. 4. الاستغناء عن الإحصاءات الخاصة بالعراق بعد أن وجدت أن هذا القسم يشكل عبئا على الطالب في دراسته. ولكنني لم أشأ حرمان الدارس منها، إذ قمت بتحديث كتاب الأخر عن (تطور الإحصاءات الاقتصادية في العراق) وتشكل إحصاءات الدخل القومي في العراق احد فصوله المهمة، وآمل أن يرى النور قريبا ليعود إليه الدارسون والباحثون متى أرادوا. 5. وأخيرا تصحيح الأخطاء الكثيرة التي وقعت في الطبعة الأولى، ويأمل المؤلف أن تكون هذه الطبعة خالية منها تماما. وبسبب ما تقدم فقد انخفض حجم الكتاب إلى النصف على أن فائدته ككتاب تدريسي لم تنخفض إن لم تكن قد ازدادت عن ذي قبل.يظل هذا الكتاب كتابا تدريسيا جيدا لمعرفة الأسس النظرية والجوانب الإحصائية للحسابات القومية، وبعين الوقت مرجعا للباحثين والعاملين في الأجهزة الإحصائية يستعينون به في عملية إعداد إحصاءات الدخل القومي وتنظيم الحسابات القومية.