يدور مسعى هذه الدراسة الجادة في فلك اكتشاف الخصائص الجمالية والبلاغة لنص (محمد إبراهيم أبو سنة) الشعري، في مستوياته المتعددة والمتعالقة، المنفصلة، والمتصلة، المستقلة والمتكاملة، في آن معاً (الصوتي، النحوى والتركيبي، المجازي، المعجمي)، بالإضافة إلى دور الصورة في بناء القصيدة، من جانب وعلاقة هذه الصور بمختلف عناصر الفن الشعري، من ...
قراءة الكل
يدور مسعى هذه الدراسة الجادة في فلك اكتشاف الخصائص الجمالية والبلاغة لنص (محمد إبراهيم أبو سنة) الشعري، في مستوياته المتعددة والمتعالقة، المنفصلة، والمتصلة، المستقلة والمتكاملة، في آن معاً (الصوتي، النحوى والتركيبي، المجازي، المعجمي)، بالإضافة إلى دور الصورة في بناء القصيدة، من جانب وعلاقة هذه الصور بمختلف عناصر الفن الشعري، من جانب ثان، فضلاً عن علاقة هذه العناصر والمستويات جميعاً برؤية الشاعر الخاصة للعالم، من جانب ثالث. وعبر هذه العلاقات الكامنة بين العناصر والمستويات نتكشف (بنية) النص الشعري لدى (أبو سنة)، وتتمثل في "بنية الفقد/الانتظار" فالشاعر يفتقد في واقعة القائم فضائل الحب والعدل والجمال والحق... الخ، على نحو ما يوضحه الاختبار التحليلي لمستوى "النحو والتركيب" والإحصاءات الواردة بالدراسة للمفردات الأكثر هيمنة على النص الشعري، كمفردات كل من الزمن، المكان، الطبيعية، الألوان، أسماء الأعلام، الحكم، وكذلك- في جهة أخرى-مفردات كل من الحزن والأسى والألم/ الدالة على رؤية الشاعر إزاء قسوة الواقع الراهن وإزاء زمنه الردئ، ولا يبدي الشاعر حيال هذا الوعي بالفقد سوى (الانتظار)، ليس انتظار واقع ممكن، أو استشراف آفاق لواقع جديد، بقدر ما هو انتظار لتغير الواقع المتعين/الآتي/المتحقق بالفعل. فالشاعر لا يغامر كثيراً في علاقته بواقعه المعيشى، بل يحرص عليه، ويقبض على جمراته، ويقطع على نفسه الاتجاه صوب الانفصال الجذري عنه، والتنصل من علاقاته وإيقاعاته، وهي نفسها الرؤية التي تنسحب على تشكيله للأدوات الفنية على تعددها، حيث يحرص على التقاليد الإيقاعية السائدة، دون الرهان على إيقاع متمرد ومجاوز، يتمسك بالبناء المنطقي لمجمل جمل النص الشعري، بديلاً عن المغامرة بما استقرت عليه بنية القصيدة. إننا نقدم هذه الدراسة المتخمة بالاستقصاء المضني والتحليلات الحساسة والجداول الإحصائية، باعتبارها علامة من علامات الإخلاص والإجادة والدأب في موضوعات الدراسات الأدبية.