إن فهم المراهقين لذاتهم يمثل محورا ومقوما هاما من مقومات أسس السواء النفسي والسواء الفكري، فمن خلال هذا الفهم يتمكنون من الوصول إلى أن تكون لديهم بصيرة ووعي أفضل بأفكارهم ومشاعرهم وأفعالهم، وكذلك بأفكار ومشاعر وأفعال الآخرين، وبهذا الفهم وهذا الشعور أيضا يكونون أكثر وعيا وأكثر واقعية مع أنفسهم ومع الآخرين، ويكونون أكثر إدراكا لأ...
قراءة الكل
إن فهم المراهقين لذاتهم يمثل محورا ومقوما هاما من مقومات أسس السواء النفسي والسواء الفكري، فمن خلال هذا الفهم يتمكنون من الوصول إلى أن تكون لديهم بصيرة ووعي أفضل بأفكارهم ومشاعرهم وأفعالهم، وكذلك بأفكار ومشاعر وأفعال الآخرين، وبهذا الفهم وهذا الشعور أيضا يكونون أكثر وعيا وأكثر واقعية مع أنفسهم ومع الآخرين، ويكونون أكثر إدراكا لأسباب السلوك ومحركاته وموجهاته، وأكثر قوة وقدرة على حل مشكلاتهم التي تعترضهم ويعيشونها يوميا. وهذا ما يبين أن مفهوم الذات يقوم بدور هام وأساسي، يتعذر تجاهله أو إنكاره خصوصا عند وضعهم لأهدافهم واتجاهاتهم ومحاولة توافقهم في الحياة. ويبدو أن تفهم المراهقين لذاتهم غالبا ما يساعدهم في اختيار أفعالهم وأعمالهم وأصدقائهم وملابسهم وكتبهم والأماكن التي يرتادونها.. كما أنه غالبا ما يسهم في تنوع تصرفاتهم وسلوكاتهم وفي توافقهم الشخصي والنفسي والاجتماعي بناء على مستوى قدراتهم ومستوى طموحهم، ولذلك كان اعتقادنا أنه كلما ازداد تمييز المراهقين لتفهم ذاتهم ازدادت قدرتهم على التكيف مع بيئتهم. وبهذا نأمل أن تشكل هذه الدراسة أهمية خاصة بالنسبة للبرامج والمناهج التربوية والنفسية،وكذلك للأخصائيين في العلوم النفسية والاجتماعية والتربوية، والتي على أساسها يرجىتكوين المراهقين تكوينا ناجعا يحقق لهم حسن التربية والنمو السليم لذاتهم وفهمها وتوافقهم النفسي والاجتماعي في الحياة.