بعد أحداث11 سبتمبر المأساوية، شعر غالبية الأوربيين بالتعاطف مع الولايات المتحدة. لكن فى غضون سنوات قليلة، شديدة القصر، تحولت عاطفة الحب والمودة هذه لدى الغالبية العظمى، مثل تحول الذهب إلى رصاص.لا تتعلق هذه المشاعر جد الشائعة بتغير الأفئدة تجاه الشعب الأمريكى بقدر ما تتعلق بأفعال جورج بوش وحاشيته. وكان من الطبيعى أن تشجع الناس نت...
قراءة الكل
بعد أحداث11 سبتمبر المأساوية، شعر غالبية الأوربيين بالتعاطف مع الولايات المتحدة. لكن فى غضون سنوات قليلة، شديدة القصر، تحولت عاطفة الحب والمودة هذه لدى الغالبية العظمى، مثل تحول الذهب إلى رصاص.لا تتعلق هذه المشاعر جد الشائعة بتغير الأفئدة تجاه الشعب الأمريكى بقدر ما تتعلق بأفعال جورج بوش وحاشيته. وكان من الطبيعى أن تشجع الناس نتائج الانتخابات التى أعادت الديمقراطيين إلى السلطة. آه لو كان الأمر كذلك! أود أن أعتقد، أنا أيضا، أن السنوات الأولى للقرن الحادى والعشروين كانت أنحرافا قاسيا سيختفى من الذاكرة مثلما تتبخر الكوابيس فى الصباح. بيد أننى أخشى أن هذا سيكون أكثر صعوبة بكثير مما يعتقد البعض، وهدف كتابى هذا هو شرح الأسباب. من ثم فليس "اختطاف أمريكا" كتابا عن "الحرب على الإرهاب" أو "محور الشر" أو الثوابت الأخرى لبرامج بوش -تشينى الخارجية أو المحلية، بل الأحرى أنه كتاب عن المناخ السياسى، الفكرى والثقافى الذى جعلها ممكنة.أود أن أقول إنه كانت ثمة نقلة باتجاه اليمين، نقلة للثقافة الأمريكية استغرق إتمامها وقتاً طويلاً ولم تتوقف منذ سبعينيات القرن العشرين على الأقل، وأن هذا النظام العقائدى الجديد، العلمانى والدينى لا يحتمل له أن يتغير لمجرد وجود أحد الأحزاب، أو أحد الرؤساء فى السلطة وليس الآخر.