يضم هذا الكتاب تاريخ بلاد الشام في عصر محمد علي باشا في الفترة الزمنية 1831-1841. وجاء هذا التأريخ من منطلق عمل بحثي للدكتور أسد رستم المهتم بتدريس تاريخ العرب والذي انتقى لنفسه موضوعاً للبحث هو "النهضة العربية الحديثة" ليرى أن محمد علي باشا كان أكبر شخصيات هذه النهضة، فانكب على درس هذه الشخصية درساً علمياً دقيقاً، ورأى أن المرا...
قراءة الكل
يضم هذا الكتاب تاريخ بلاد الشام في عصر محمد علي باشا في الفترة الزمنية 1831-1841. وجاء هذا التأريخ من منطلق عمل بحثي للدكتور أسد رستم المهتم بتدريس تاريخ العرب والذي انتقى لنفسه موضوعاً للبحث هو "النهضة العربية الحديثة" ليرى أن محمد علي باشا كان أكبر شخصيات هذه النهضة، فانكب على درس هذه الشخصية درساً علمياً دقيقاً، ورأى أن المراجع الأولية لهذه الفترة من تاريخ العرب مجهولة، فبدأ بسلسلة من الرحلات للبحث عن شتى الآثار التي تخلفت عن عهد الحكومة المصرية في سوريا ولبنان وفلسطين، ونشر في السنة 1929، المجلد الأول في مجموعته "الأصول العربية لتاريخ سورية في عهد محمد علي باشا"، ثم نشر المجلد الثاني والثالث والرابع والخامس. وقد جمع هذه الوثائق وهي الأوراق السياسية، كما سماها، من سجلات المحاكم الشرعية في القدس ويافا وصيدا ودمشق وطرابلس وحماه وإنطاكية وحلب، ونقل غيرها من دفاتر البطريركية المارونية ومكتبة الجامعة الأميركية وسجلات قنصلية بريطانيا في بيروت، فأرادها أن تكون شاملة قدر ما يمكن، والفترة تقع بين السنة 1831 والسنة 1840.وتابع عمله هذا عند ذهابه إلى مصر ونتج عن عمله هناك المجموعة الثانية وهي المحفوظات المكية المصرية في أربع مجلدات. وتشمل المحفوظات الفترة الممتدة من سنة 1810 إلى سنة 1841 وهي تحوي في أصلها على ما صدر عن الحكومة المصرية وما ورد إليها منذ أن تولى محمد علي باشا الحكم إلى الحرب العالمية الأولى. لكن الدكتور رستم عني فقط بالأمور التي سبق ذكرها. وهو يقول في مقدمة الجزء الأول: "هذا بيان لجميع وثائق الشام الموجودة في المحفوظات الملكية المصرية والتي تعود إلى عهد العزيز محمد علي الكبير جعلته دليلاً للمؤرخين الذين يرغبون في درس هذه الحقبة الجيدة من تاريخ الأقطار العربية، ملخصاً هنا وملمحاً هناك، وناشراً في موضع آخر بعض النصوص بكاملها متوخياً في جميع ذلك المحافظة على مضمون كل نبذة..".والدكتور أسد رستم في هذه المؤلفات هو أول من حاول أن يجعل من الوثائق أساساً لكتابة تاريخ لبنان، وقد كاد التاريخ اللبناني قبله أن يكون سرداً تقليدياً ورواية من الخلف عن السلف، لا غيره ومتابعة لعمله التأريخي هذا قام رستم بنشر مخطوطة الأمير حيدر التي عثر عليها محفوظة في قسميها في المكتبة الشريفة من جامعة القديس يوسف ومكتبة الجامعة الأميركية.وتعود لنقول أنه ونظراً لحبه لعصر محمد علي والجهود الجمّة التي بذلها من أجل جمع نشر الأصول المتعلقة بهذه الحقبة من الزمن والتعليق عليها وحفاظاً عليها من الضياع والنسيان، خصوصاً أنها تمثل عملاً كان الدكتور رستم من خلاله رائداً في وضع أسس علم التأريخ الحديث في العالم العربي، ارْتُأيَ جمعها في مجلد واحد تسهيلاً لمهمة الباحث والمؤرخ.وقد تمّ تصنيف هذه المقالات التي كتبت في العربية والإنكليزية على قسمين: الأصول والعموميات. وهذه إضاءة حول ما ضمّه هذا الكتاب: مخطوطة نوفل الطرابلسي، تقارير قناصل فرنسا في مصر عن سنة 1802-1804 وأهميتها التاريخية، الأوراق العربية لتأريخ سورية في عهد محمد علي باشا. New Light on the peasanto Revolution in palastine, April-Sepember 1834، وثيقة الرزدار وقضية البراق، الشيخ أحمد الفرّ والقضاء في بيروت قبل مئة عام، الأمير حيدر أحمد الشهابي وتاريخه الغرر الحسان في أخبار أبناء الزمان، تاريخ فخر الدين لكاتبه أحمد الخالي الصفدي، من تاريخ الثورة الدرزية 1834-1838 كم تظهر في محفوظات سراي عابدين الملكية، محمد علي باشا والسلطان محمود الثاني. النزاع بينهما وبعض وجوهه الجغرافية، القومية العربية منذ مئة عام، سورية في كتاب القومية المصرية، بيروت في عهد إبراهيم باشا المصري وأعمال الأمير محمود نامي فيها، قلعة طرابلس الشام.