نعم لبنان بنظام داخلي خاص منذ الفتح العثماني، وقد قضى هذا النظام بتوحيد جميع الأراضي اللبنانية في شخص أمير لبناني ينتمي إلى أسرة لبنانية معنية دون سواها. وكان الأمير الحاكم يحيى الضرائب ويوردها في حينها. وقد اجتمعت آنذاك للأمير بشير الشهابي، كل الصفات التي تؤهله لتوالي أمر الولاية فقد كان يقظاً فطناً صادقاً رزيناً. وكان عند المل...
قراءة الكل
نعم لبنان بنظام داخلي خاص منذ الفتح العثماني، وقد قضى هذا النظام بتوحيد جميع الأراضي اللبنانية في شخص أمير لبناني ينتمي إلى أسرة لبنانية معنية دون سواها. وكان الأمير الحاكم يحيى الضرائب ويوردها في حينها. وقد اجتمعت آنذاك للأمير بشير الشهابي، كل الصفات التي تؤهله لتوالي أمر الولاية فقد كان يقظاً فطناً صادقاً رزيناً. وكان عند الملمات أقوى حكام بر الشام.وقد نشأت بينه وبين العزيز (محمد علي باشا) في مصر علاقة وطيدة يعرضها هذا الكتاب بالتفصيل، حيث رأى الشهابي بشير الثاني بثاقب نظرة أن لا فائدة ترتجي من الأتراك العثمانيين وسلطنتهم، ولمس في نفس الوقت عبقرية محمد علي باشا لمس اليد فاتصل به في مصر وعقد معه حلفاً، وخرجا معاً على السلطان العثماني ويؤرخ المؤلف لتاريخ هذه العلاقة وأسبابها كما يعرض لما شاب هذه العلاقة فيما بعد من فتور وبرود بسبب رغبة العزيز بإخضاع لبنان لهيمنته وسيطرته، كما يعرض المؤلف للاضطرابات والقلاقل التي عصفت ببلاد الشام خلال ذلك العهد، وطبيعة الحكم في لبنان، ومعاهدة لندن وصولاً إلى الثورة في لبنان وجلاء القوات الفرنسية عنه.