نبذة النيل والفرات:لقد اتخذ المؤلف في هذا الكتاب المنهج الذي أشار به "هارولد لاسكي" في دراسة السياسة بقوله: "Much the best way to study politics is by reading critically its classical texts" أي إن خير طريقة لدراسة السياسة تقوم على القراءة الناقدة لمراجعها الكلاسيكية. ففي فصول هذا الكتاب التي تدور حول الدولة في نظريتها وتنظيمها.ح...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:لقد اتخذ المؤلف في هذا الكتاب المنهج الذي أشار به "هارولد لاسكي" في دراسة السياسة بقوله: "Much the best way to study politics is by reading critically its classical texts" أي إن خير طريقة لدراسة السياسة تقوم على القراءة الناقدة لمراجعها الكلاسيكية. ففي فصول هذا الكتاب التي تدور حول الدولة في نظريتها وتنظيمها.حاول المؤلف أن يوجه نظر القارئ وليركزه على معالجة كبار المفكرين السياسيين في القديم والحديث للمسائل والقيم التي رآها تتناول بالعرض والتحليل. وقد لمس في تجربته الطويلة بتدريس السياسة أثر هذا المنهج بين الطلاب، فهم وإن كانوا بتهيبونه بادئ الأمر، إلا أن أصالة المراجع الكلاسيكية وشمولها وما تهيئه من اتصال مباشر بمعين الفكر ومصادره سرعان ما تثير خيالهم وتدرب أذهانهم على الفهم المستقل وتفتح أمامهم أبواب التفسير والتأويل وتجعل من عملية المعرفة السياسية متعة نفسية فوق الرضى العقلي وسعة الأفق التعليمي.وذلك لأن هذه المراجع إنما يعبر كل منها عن تجربة تاريخية مباشرة في محاولة جادة لبلوغ الحلول المناسبة لمشاكل المجتمع التنظيمية والقيمية على أسس من التصورات والأفكار السائدة. وهي بهذا تعطي ثقافة سياسية تحليلية تتجاوز في عموميتها الإنفلاقات التجزيئية التي تمخض عنها التخصص المتعدد في السياسة من نظرية سياسية ونظن سياسية وتاريخ للفكر السياسي، ومكونات مقارنة وغير ذلك.وقد حاول أن يستكمل هذا المنهج لأغراض الدراسة والضرورة التي تمليها الحاجات الجامعية بأن يضيف غلى كل فصل المعلومات الأساسية الواجب الإلمام بها تمهيداً للتعمق والفهم الواعي الذي تقدمه المراجع الكلاسيكية. كما أن طبيعة بعض فصول هذا الكتاب قد فرضت المنهج المدرسي البحث مثل الفصل الأول عن الدولة والفصل الثامن عن الدولة والمذهب الفردي والفصل الرابع عشر عن النظام الدولي في القرن العشرين، الفصل الخامس عشر عن النظم السياسية والتقسيم الجغرافي للسلطة والفصل السادس عشر عن تنظيم الدولة وأنماط السلطة.