تعد فكرة حوار الثقافات من المفاهيم الفكرية الأساسية التي أصبحت تحتل مكان الصـدارة في قائمة الانشغالات لدى الدول والنخب الفكرية والسياسية، ومراكز البحوث المختلفة والمؤسسات الدولية. وأضحت الثقافة اليوم قضية حيوية تُبنى عليها السياسات والاختيارات الاستراتيجية للدول والتكتلات الإقليمية والدولية، وازداد وعي المجتمع الدولي بحقيقة أن ا...
قراءة الكل
تعد فكرة حوار الثقافات من المفاهيم الفكرية الأساسية التي أصبحت تحتل مكان الصـدارة في قائمة الانشغالات لدى الدول والنخب الفكرية والسياسية، ومراكز البحوث المختلفة والمؤسسات الدولية. وأضحت الثقافة اليوم قضية حيوية تُبنى عليها السياسات والاختيارات الاستراتيجية للدول والتكتلات الإقليمية والدولية، وازداد وعي المجتمع الدولي بحقيقة أن الثقافات لها دور مهم في تحقيق السلام العالمي وتشجيعه والتعايش بين الشعوب والأمم، وفي الوقت نفسه يمكن استغلالها وتوظيفها لتأجيج الصـراعات ونشـر التعصب والعنف والعنصـرية والتطرف الديني داخل المجتمعات وفيما بينها.وعند نهاية تسعينيات القرن العشرين، أصبحت الدعوة إلى حوار الثقافات على جدول أعمال المجتمع الدولي، وتحولت من محض فكرة إلى سياسة واستراتيجية ثقافية عالمية تتبناها وتدعمها منظمة الأمم المتحدة من خلال إعلان 2000 سنة دولية لثقافة السلام واللاعنف، وإعلان 2001 سنة الأمم المتحدة لحوار الحضارات، و2010 سنة دولية للتقارب بين الثقافات، بالإضافة إلى تأسيس "تحالف الحضارات" عام 2005.وهذه المحاضرة تلقي الضوء على قضية حوار الثقافات، والفرق بينها وبين حوار الحضارات، وتستعرض أهمية حوار الثقافات، ومنطلقاته، وتحاول تقديم مقاربة جديدة لحوار الثقافات في ظل التطورات العالمية في القرن الحادي والعشرين.