لما كانت الجريمة من الأفعال التي تقع في الغالب في الخفاء وتحاط بالغموض، لأن الجاني يسعى إلى طمس معالمها وعدم ترك أي أثر يمكن أن يستدل من خلاله عليه، ولما كانت الجريمة يتم اكتشافها بعد ارتكابها، وقد لا يكون أمام رجال التحقيق، سوى مسرح الجريمة. لذلك بات من الضروري أن يتم التعامل مع الآثار المادية التي توجد في مسرح الجريمة ومحاولة ...
قراءة الكل
لما كانت الجريمة من الأفعال التي تقع في الغالب في الخفاء وتحاط بالغموض، لأن الجاني يسعى إلى طمس معالمها وعدم ترك أي أثر يمكن أن يستدل من خلاله عليه، ولما كانت الجريمة يتم اكتشافها بعد ارتكابها، وقد لا يكون أمام رجال التحقيق، سوى مسرح الجريمة. لذلك بات من الضروري أن يتم التعامل مع الآثار المادية التي توجد في مسرح الجريمة ومحاولة الاستفادة منها في تتبع المجرم واكتشافه، وفك الغموض الذي يحيط بالجريمة محل التحقيق. وذلك من خلال تحليل الآثار التي يمكن الحصول عليها من مسرح الجريمة بصورة أساسية.ويشكل مسرح الجريمة في بعض الجرائم المفتاح الذي يفتح أبواب الحقائق المغلقة. لذا ينبغي على المحقق التعامل معه بأساليب من أجل أن يحقق الفائدة المرجوة منه، وذلك من خلال كشف وضبط الآثار التي تخلفت فيه، لذلك سنبحث في هذا المؤلف الذي سنقسمه إلى خمسة أبواب نتناول في الأول ماهية الآثار الجنائية، وفي الباب الثاني نتناول الآثار الجرمية المادية الانطباعية وفي الباب الثالث نبين أنواع الآثار المادية الناتجة عن أفرازات جسم الإنسان وفي الباب الرابع نبين أنواع الآثار المادية الأخرى أما الباب الخامس والأخير قد خصصناه لبيان التحقيق الجنائي والوسائل العلمية الحديثة.