تعد الحضارة العربية الاسلامية من أبرز الحضارات في تاريخ البشرية التي اتسمت بالانسانية فكان عطاؤها الثر في ميادين الفنون على اختلاف فروعها مما افاد الغرب لاحقاً، تفاعلت هذه الحضارة مع المعطيات الحضارية الاخرى فدرسها العرب بعملية ومع الزمن كان لهم دورهم المبتكر مميز الطابع في الفنون.فابتكروا الارابسك في الزخرفة، والتكفيت بالفضة وا...
قراءة الكل
تعد الحضارة العربية الاسلامية من أبرز الحضارات في تاريخ البشرية التي اتسمت بالانسانية فكان عطاؤها الثر في ميادين الفنون على اختلاف فروعها مما افاد الغرب لاحقاً، تفاعلت هذه الحضارة مع المعطيات الحضارية الاخرى فدرسها العرب بعملية ومع الزمن كان لهم دورهم المبتكر مميز الطابع في الفنون.فابتكروا الارابسك في الزخرفة، والتكفيت بالفضة والذهب في المعادن والتمويه بالمينا في الزجاج، والتطريز بخيوط الذهب في الملابس، وكانت لهم ابتكارات واسعة في الخط والكتابة العربية في الانسجة والبسط والسجاد وفي الحفر والنقش على الخشب والجبص والآجر والرخام والزجاج وابتكروا عناصر جديدة في العمارة، وقدموا من هذه الانجازات الفنية الرائعة لاوروبا، فتأثر بها معظم عباقرة الفن هناك فكانوا يقبلون على تقليدها بشدة، والى جانب ذلك حظيت الفنون والصناعات العربية الاسلامية باهتمام كبير من لدن المختصين بالدراسات الترايخية والحضارية سواء اكانوا عربا ام اجانب لما لها من اهمية حضارية وانسانية، وكان من حقنا ان نفتخر بفنوننا العربية القديمة التي اسهمت اسهاما فاعلا واصيلا في رفد الحضارة الانسانية بعطاء خصب وغذته بمعين ثر من نتائج فنانينا في شتى ميادين الفنون والصناعات اليدوية فكان لذلك النتاج الفني آثار جليلة في اغناء الفكر الانساني والاسهام الذي سلك سبلاً متعددة ليكون عاملاً مهماً من عوامل النهضة الاوروبية. لقد ادت الفنون العربية ليكون عاملاً مهما من عوامل النهضة الاوروبيه. لقد ادت الفنون العربية الاسلامية دورا مهما في اغناء الفكر الغربي بكافة جوانبه وؤسمت للغرب وللانسانية جمعاء السبل السليمة والمنهج الرصين لتطوير فنونها والارتقاء بها. وبعد ان كان في الماضي اصحاب حضارة وفنون علمنا الشعوب الاخرى ما هو جديد. فان فنانينا اليوم الصبحوا لا يدركون هذه القيمة التاريخية لمفهوم فنوننا وقد غرتهم الثقافة الغربية التي اصابت صلب حضارتنا الفنية الحديثة، ويسعى المتعصبون لثقافة الغرب الى انكار فضل العرب في الفنون والعلوم والمعرفة لاوروبا والتشكيك بالفن العربي الاسلامي بما قدمه من معارف ورؤى عقلانية لتمثيل الطبيعة والحياة الانسانية من خلال نظام تجريدي هندسي متقن، وكذلك اغفال عن الفنان العربي المسلم وقدرته الخلاقه في الاكتشاف.وما هو مؤلم حقا ان الثقافة الغربية دفعت فنانينا الى التأثر بمفاهيمها وادراكاتها في الفنون المتمثلة في نظريات الايهام والوهم والاشكال الغامضة والمبهمة التي تمثل المرحلة الحديثة من مراحل التطور العالمي في الفنون، وظلت هذه المفاهيم والادراكات ملازمة لحياتنا وتقاليدنا الفنية الموروثة وحضارتنا الراهنة وبعدها عن شعورنا الوجداني وادراكنا الحسي، وهم غير مدركين ان مفاهيم الفن ورؤيته الفكرية تختلف من شعب الى شعب ومن حضارة الى حضارة ومن فنان الى فنان اخر لانها تحدد هوية ذلك الشعب وطابع تلك الحضارة وشخصية الفنان واصالته ولولا هذه الاختلافات لصارت الحياة على نمط واحد وقد تعجز عن ادراك رؤيا ومعالم اخرى تساعد على ثراء افكار الحياة الانسانية بتنوعاتها الفكرية المتعددة. ولا بد أن ندرك لغتنا الخاصة، في الرسم ولانحت فإذا كانت لغة الشكل الاوروبي هي اللغة السائدة في مجريات الفن التشكيلي العالمي فلا بد لنا من التأكد من فاعلية هذه اللغة لعاداتنا وتقاليدنا وحياتنا الحاضرة، وهل باستطاعة الانسان العربي ادراكها وهل يستطيع الفنان بحسه الاوروبي هذا محادثة الانسان العربي وتجسيد همومه وطموحاته.لا بد لنا من ايجاد فن وثقافة تحقق رغة الانسان العربي الذي يعيش هذه الظروف والتعبير عنا وعن تناقضها ومستقبلها في الوقت نفسه. واننا نرى الافراط في ترويج الاحاسيس والوجدانيات الغربية في الفنون والثقافة داخل مجتمعنا العربي له خطورة عظمى في فصل الفكر العربي الانساني عن حضارته وفنونه وتراثه واصالته.إننا لا نستطيع ان نقبل ان تدخل حضارتنا مفاهيم فني غامضة تؤثر في صلت حياتنا الانسانية وفي جوهرها وغير نافعة لشعبنا ومدمرة لفكرنا ولرؤيتنا العربية السليمة. فهذه الافكار تؤدي الى عزل الفنان عن تراثه وماضيه وقويمته ومجتمع وتغلق الابواب امام ابداعاته، ولكي نتخلص من هذه الافكار التي حلت في حفل الثقافة والفن، علينا ان نضع افكارا جديدة تكون قادرة على اقتحام هذا الفكر لها اشكال جديدة وسلوكيات اخرى قد تكون غايتها نبيلة وفريدة.وايجاد فن تشكيلي يحقق رغبة الانسان العربي الذي يعيش هذه الظروف والتعبير عنها وعن تنقاصها ومستقبلها في الوقت نفسه، ويتطلب ان نقف على تجربة من سبقنا من الفنانين العرب القدامى الذي جابهوا بافكارهم ومعجزاتهم تحديات الاجنبي وخرجوا منتصرين بفنهم.