شفتان شاحبتان من تعب الكلام، وثم في الألبوم، شباك تظلله الغصون، ونجلتان تزينان الدار، قرميد كخط الأفق، أو شغف المساء يلوح، وجه ربما هو وجه خمدة، أو أليسا آه، من يدري، ولكن الحمام، هو الحمام الزاجل النوّاح. وأنا أدق الباب منذ دقيقتين، لعلها خمسون عاماً أو يزيد، فهل أكون الطفل في الألبوم، لكني أدق، ولا يرد علي هذا الباب، أو أرتاح!...
قراءة الكل
شفتان شاحبتان من تعب الكلام، وثم في الألبوم، شباك تظلله الغصون، ونجلتان تزينان الدار، قرميد كخط الأفق، أو شغف المساء يلوح، وجه ربما هو وجه خمدة، أو أليسا آه، من يدري، ولكن الحمام، هو الحمام الزاجل النوّاح. وأنا أدق الباب منذ دقيقتين، لعلها خمسون عاماً أو يزيد، فهل أكون الطفل في الألبوم، لكني أدق، ولا يرد علي هذا الباب، أو أرتاح! بينا يدور هناك، في باحاتها الغرباء، والسوّاح. كل النقوش على الصواني، والمكاتب التي حبّرت عند البحر، أو حملت بها الريح الخفيفة، حار في طبقاتها الشراح: موسوعة الأحجار في شرفاتها الأولى وقفة الصمت في جنازها اليومي، هذا الياسمين الأبيض الفواح.عشرون أغنية وأخرى مثلها عشرون". منمنمات هي لها... أليس، ولكنها تجربة الشاعر العميقة في الحياة والشعر، هي مختزلة في تلك المنمنات، التي تشتغل على تخليق حكمة الغناء وإطلاق غناء الحكمة، منمنمات محمد القيسي تقطير لصفاء التجربة واحتدامها معاً، وارتفاع بحساسيته الشعرية إلى الطبيعة من خلال عودة إلى الينابيع الأولى التي أفلتت، في لحظة إعجاز خاطفة، من غبار