لعل تزايد الأهمية النسبية للنفط بين مصادر الطاقة المستهلكة في العالم ما يؤكد أهمية هذا المورد ومكانته. أما لو أردنا التعرف على الأهمية النسبية للنفط من الأدبيات التاريخية النفطية فإنه يمكن القول أن النفط كان الحكم الفيصل في تقرير مصير الشعوب والحكومات في الخريطة العالمية. ويرتبط النفط ارتباطا وثيقاً بمخططات السياسة الدولية سواء ...
قراءة الكل
لعل تزايد الأهمية النسبية للنفط بين مصادر الطاقة المستهلكة في العالم ما يؤكد أهمية هذا المورد ومكانته. أما لو أردنا التعرف على الأهمية النسبية للنفط من الأدبيات التاريخية النفطية فإنه يمكن القول أن النفط كان الحكم الفيصل في تقرير مصير الشعوب والحكومات في الخريطة العالمية. ويرتبط النفط ارتباطا وثيقاً بمخططات السياسة الدولية سواء أكان ذلك بالنسبة للمستهلكين من الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية التي تفتقر إليه أو الدول التي تنتجه. وإذا كان النفط يحتل هذه الأهمية فليس من المستغرب أن ينال عناية المختصين والباحثين في العلوم الاقتصادية والسياسية والهندسية والجغرافية على السواء. وفعلا فقد تم اعتماد مقررات دراسية في هذا المجال. ويأتي موضوع جغرافية النفط في مقدمة تلك الموضوعات. ونظراً للتطورات السريعة والمتلاحقة في الأحداث كما في البيانات فقد غدت مسألة تأليف كتاب منهجي في مادة جغرافية النفط أمراً في غاية الأهمية. لا سيما وإن المكتبة الجغرافية العربية تفتقد تماماً لهذا العنوان، وعلية؛ فقد جاء هذا الكتاب بثلاثة أبواب وتسعة فصول. تضمن الباب الأول مدخلا للصناعة النفطية في التعريف والمنهجية ومقومات الصناعة النفطية والاستثمارات النفطية وتناول الباب الثاني الجغرافيا الاقتصادية للنفط في الإنتاج والتكرير والنقل والتجارة والتسويق. في الوقت الذي تفرغ الباب الثالث لدراسة الجغرافيا السياسية للنفط في العلاقات بين المنتجين والمستهلكين مع إشارة تفصيلية لجيوبوليتك النفط العربي بين الواقع والمستقبل. وأملي أن هذه المفردات قد غطت العناصر الأساسية في مجال جغرافية النفط. ولعل من الموضوعية الإشارة إلى أن توفير أحدث البيانات وأدقها كان الهاجس العلمي الذي حرك معظم تضاعيف هذا المؤلف. فكان من الطبيعي الاعتماد على بيانات هيئة الأمم المتحدة ودوائرها النوعية والمنظمات الدولية كمنظمات التعاون والتنمية O.C.E.D، وأوبيكO.P.E.C وO.A.P.E..C والتقرير الاقتصادي العربي الموحد. ولعل من حسن الطالع أن بيانات 1998-1997 شكلت القاسم المشترك الأعظم لمعظم موضوعات الكتاب. ويأتي هذا الكتاب ليسد الفراغ البارز في المكتبة الجغرافية العربية.