نبذة النيل والفرات:فلسفة الأخلاق من فروع الفلسفة التي لم تحظ باهتمام كبير من قبل الباحثين والدارسين ورغم أن الفارابي جعلها أحد فرعي العلم المدني في إحصائه للعلوم، متبعاً بذلك خطى أرسطو، لكنه لم يضف شيئاً على ما قاله أرسطو. ويكاد المؤرخون والدارسون يجمعون على أن ليس في الفكر الإسلامية مذاهب أخلاقية معللين ذلك باستغناء المسلمين بت...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:فلسفة الأخلاق من فروع الفلسفة التي لم تحظ باهتمام كبير من قبل الباحثين والدارسين ورغم أن الفارابي جعلها أحد فرعي العلم المدني في إحصائه للعلوم، متبعاً بذلك خطى أرسطو، لكنه لم يضف شيئاً على ما قاله أرسطو. ويكاد المؤرخون والدارسون يجمعون على أن ليس في الفكر الإسلامية مذاهب أخلاقية معللين ذلك باستغناء المسلمين بتعاليم القرآن والحديث عن النظر في المسائل الأخلاقية. ويعد مسكويه أكبر باحث في الأخلاق عرفته الفلسفة العربة إلا أن بعض المؤرخين يرى أن إنتاجه الفلسفي خليط من آراء أفلاطون وأرسطو وجالينوس والتعاليم الإسلامية.والمسألة التي تشكل على الباحثين هي: هل يمكن أن نستلخص من الفكر الديني فلسفة أخلاقية؟ وبالرغم ما بين الدين والأخلاق من علاقة ووحدة في الهدف فإن أحكام الدين تبدو في حقيقتها توفيقية بينما الأخلاق تقوم على قيم تعليلية وتطلق للإنسان حرية الاختيار. يتألف الكتاب الذي بين أيدينا جزءين ومن أربعة أبواب: شكل الباب الأول مدخلاً لدراسة الفلسفة الأخلاقية وتناول موضوع النسق الذي اختطه أرسطو للأخلاق وضرورة التسليم بأصول ميتافيزيقية لأمكان قيام فلسفة أخلاقية. بينما تناول الباب الثاني فلسفة المعتزلة الأخلاقية. أما الجزء الثاني فهو من بابين وكرس الباب الأول لميتافيزيقا الأخلاق لدى الصوفية، أما الباب الأخير فهو يبحث في آداب السلوك لدى الصوفية.