المرأة في شعر السياب

في البدء يمكن أن يخيل لقارئ هذه الدراسة حين يقرأ عنوانها، أنها دراسة قد طرقت من دارسين وباحثين كثر إلا أن الحقيقة عكس ذلك. لأن هذه الدراسة تضمنت بحثاً ومفاضلة بين موضوعات عديدة نتج منها طرح أفكار وآراء عدة جديدة في بابها.علماً أن هذه الدراسة كشفت عن الكثير من القضايا التي تتعلق بحياة السياب وشخصيته وتوافرت لدي رسالة بخط الشاعر أرسلها إلى الدكتور داود سلوم عام 1961 إذ تحدث فيها عن جوانب مهمة في حياته، وقامت الدراسة على مقدمة وأربعة فصول. تناولت المقدمة الحديث عن سيرة الشاعر واختلاف الآراء في معرفة عمر بدر عندما توفيت والدته وبدأت تنشأ عنده عقدة اليتم والبحث عن عطف الآخرين، وقد تم عرض قضية يتم السياب وكيف بالغ وجعل من وفاة أمه قضية تسويقية يشغل بها بال النقاد وبيان رأي علماء النفس في معرفة ما مدى تأثير وفاة الأم في الطفل وفي سلوكه مستقبلاً.وكان الفصل الأول في مبحثين تحدث الأول عن سفر السياب إلى بغداد وإلتحاقه بدار المعلمين، إذ كثر شعره الغزالي بسبب ما تعرض له من تجارب حب فاشلة. أما المبحث الآخر فتضمن تخرد السياب وانخراطه في العمل والبحث عن شريكة حياته. وكان الفصل الثاني في مبحثين، تناول الأول دفاع السياب عن المرأة التي تدفعها ظروف المجتمع إلى الانحراف والتخلي عن العادات والتقاليد ويتضح ذلك في قصيدته (مومس العمياء) أما المبحث الآخر فتضمن دفاع السياب عن العائلة التي تدفعها ظروف الفقر إلى دفع الأم لتبيع سريرها الذي كان يوماً مهداً لالتقاء الرجل بالمرأة إذ يمر أبو العتيق ليشتريه ويأتي تاجر الحروب ليأخذ الحديد ليصنع منه الأسلحة فتندلع الحروب وسنرى ذلك في قصيدة (الأسلحة والأطفال).وتضمن الفصل الثالث مبحثين تناول الأول مكانة الزوجة في نفس الشاعر فهي مصدر الحب والإلهام والهطاء ومن ثم نقرأ عن زواج بدر من إحدى قريباته.أما المبحث الآخر فتضمن ما تعرض له بدر من تدهور في صحته. أما الفصل الرابع فتضمن دراسة فنية في شعر الشاعر حيث أغنى لغة العصر الفصيحة بعدد غير قليل من الألفاظ والتراكيب والآلات والشاعر لم يسلم من الوقوع في الأخطاء اللغوية والنحوية.