أنه ومع أن النشاطات التمريضية قد تكون واحدة أو متشابهة، إلا أن طبيعتها على مستوى الرعاية الصحية الأولية تختلف عن تلك التي تمارس على مستوى المستشفى. فمن المعروف أن تدريب الممرضات في كليات ومعاهد التمريض يتم، وحتى وقت قريب، في المستشفيات وذلك تمهيداً لإعدادهن للعمل فيها.ومن البديهي أن يكون تركيزا معارفهن وتوجيهاتن عليها (أي المستش...
قراءة الكل
أنه ومع أن النشاطات التمريضية قد تكون واحدة أو متشابهة، إلا أن طبيعتها على مستوى الرعاية الصحية الأولية تختلف عن تلك التي تمارس على مستوى المستشفى. فمن المعروف أن تدريب الممرضات في كليات ومعاهد التمريض يتم، وحتى وقت قريب، في المستشفيات وذلك تمهيداً لإعدادهن للعمل فيها.ومن البديهي أن يكون تركيزا معارفهن وتوجيهاتن عليها (أي المستشفيات) وبذلك تكون المعارف والتوجهات الخاصة بالرعاية الصحية الأولية بالنسبة لهن تحصي ماحصل على أساس أن من يلمّ بما يتعلق بالمستشفى سوف يلمّ بالضرورة بما يتعلق بالرعاية الصحية الأولية.إلا أن من المعتقد أن هذه القاعدة غير دقيقة، فهناك خصوصيات في العملية التمريضية في مجال الرعاية الصحية الأولية يلزم الإنتباه والتصدي لها، ولعلّ أكثر مايجب التركيز عليه في هذا المجال هو التوجه الذي يجب على الممرضة أن تملكه وهي تعمل في مجال الرعاية الصحية الأولية والذي تحدده طبيعة العمل وطبيعة المراجعين في مركز الرعاية الصحية الأولية.فغالبية المراجعين لمراكز الرعاية الصحية ليسوا مرضى بالمعنى الحرفي للكلمة، أو كما هو الوضع بالنسبة لغالبية المراجعين للمستشفيات إضافة الى أنهم أقرب ما يكونون لبيوتهم وبيئاتهم وكل ذلك يتطلب من الممرضة نوعاً من التوجه النفسي والعملي، بل وقت التنظيمي بشكل يختلف عما يجب أن يحصل مع ممرضة المستشفى.إضافة الى ذلك فإن العمل التمريضي في الرعاية الصحية الأولية غير مؤسـس بعد، فالممرضة الحديثة التخرج عند إلتحاقها بالعمل في المستشفى تقوم بالسير حسب أنظمة عمل محددة يتم العمل بها من عشرات السنين، وهي في هذا تتبع زميلاتها اللاتي سبفنها. في حين يبدو الأمر في مراكز الرعاية الصحية الأولية كما لو أنه متروك لإجتهادات الممرضة وإجتهادات من سبقنها في العمل في المركز بحيث يختلف طبيعة الجهد ومقداره من مركز الى آخر، ومن ممرضة الى أخرى.من هنا يأتي هذا الكتاب موجهاً لممرضات الرعاية الصحية الأولية إنطلاقاً من الإحساس بأن التمريض حديث عهد بالرعاية الصحية الأولية في بلادنا. وفوق ذلك إدراكاً بأن جهاز التمريض هو عماد العمل في المنشأت الصحية، به يتم العمل وبه يستمر وبتطويره وتحسينه يتطورويتحسن مجمل العمل الفني والتنظيمي.