العقيدة والعبادة لا ينفصلان عن حياة الإنسان المادية والمعنوية؛ ولذا كان من مقاصد الشريعة حفظ الدين والعقل والنفـس والنسل والمـال، فنـراها وقد حرمت كل ما شأنه الإخلال بأحد هذه المقاصد. فكل ما ورد الشرع بتحريمه من مأكل ومشرب ومنكح وغيره؛ إنما حرمه لخبثه من إحدى النواحي في المعاش أو المعاد. ولأن الغذاء هو وسيلة المحافظة على صحة الإ...
قراءة الكل
العقيدة والعبادة لا ينفصلان عن حياة الإنسان المادية والمعنوية؛ ولذا كان من مقاصد الشريعة حفظ الدين والعقل والنفـس والنسل والمـال، فنـراها وقد حرمت كل ما شأنه الإخلال بأحد هذه المقاصد. فكل ما ورد الشرع بتحريمه من مأكل ومشرب ومنكح وغيره؛ إنما حرمه لخبثه من إحدى النواحي في المعاش أو المعاد. ولأن الغذاء هو وسيلة المحافظة على صحة الإنسان وبقائه وقيامه بحقوق العبودية لله تعالى وإعمار الأرض وفق منهـاج شرع الله، وليس غـاية لإشبـاع رغبة أو إرضـاء شهوة - فلم ينه الله تعالى عباده عما أحل لهم من الرزق، وجعل القاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة إلا ما ورد الأمر بتحريمه دلالة أو إشارة أو تعليلًا. وهذا ما تناوله الكتاب.