نبذة النيل والفرات:وهب الخالق الإنسان من العقل ما مكنه من أن يصبح الأقوى فلعقله وفكره سخر كافة عناصر الطبيعة لخدمة غاياته ومآربه، باللين حيناً وبالشدة حيناً آخر، طوراً تغلبه وطوراً يغلبها، حتى أضحى في صراع مرير معها. هذا الصراع بين الإنسان وبيئته نشأ منذ نشأته الأولى، واستمر ولا يزال، وسيستمر ولن يتوقف. وكلما ازداد الإنسان تطورا...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:وهب الخالق الإنسان من العقل ما مكنه من أن يصبح الأقوى فلعقله وفكره سخر كافة عناصر الطبيعة لخدمة غاياته ومآربه، باللين حيناً وبالشدة حيناً آخر، طوراً تغلبه وطوراً يغلبها، حتى أضحى في صراع مرير معها. هذا الصراع بين الإنسان وبيئته نشأ منذ نشأته الأولى، واستمر ولا يزال، وسيستمر ولن يتوقف. وكلما ازداد الإنسان تطوراً وتحضراً، كلما مالت الغلبة لصالحه ولمصلحته.. هذا إذا بقي في حدود الصراع معها لا مع نفسه، أي مع أخيه الإنسان الآخر الذي أثبتت كافة الدراسات والأبحاث-على الأقل حتى الآن-أن نشأة الإنسان واحدة، ومنها تفرعت كافة سلالاته التي تعمر الأرض اليوم.وهذا الكتاب المعنون بـ"الجغرافيا البشرية" يتبع كل مراحل هذا الصراع والتطور... وصراع الإنسان مع بيئته منذ نشأته الأولى، من الإنسان القرد، إلى الإنسان العاقل، متتبعاً مراحل تطوره، وانتشاره قاطناً الأرض مستغلاً ومستثمراً لثروتها، ولم ينس أن يعرج في نهاية المطاف على دراسة أنشطته الاقتصادية وخصائصه الحضارية، في بيئات مختلفة في مظاهرها الطبيعية والمناخية والنباتية.