تمتلك المملكة المغربية العديد من المواقع الأثرية، والمعالم الحضارية، والمباني التاريخية، التي تشكل إرثاً حضارياً وثقافياً عريقاً يجعل من معالمها ومبانيها التراثية متحفاً مفتوحاً، يمتد من شماله إلى جنوبه، يضم بين جوانبه ألواناً عديدة من الآثار وفنون العمارة الإسلامية، سواء كانت عمائر دينية أو مدنية أو اجتماعية، بالإضافة إلى عمائر...
قراءة الكل
تمتلك المملكة المغربية العديد من المواقع الأثرية، والمعالم الحضارية، والمباني التاريخية، التي تشكل إرثاً حضارياً وثقافياً عريقاً يجعل من معالمها ومبانيها التراثية متحفاً مفتوحاً، يمتد من شماله إلى جنوبه، يضم بين جوانبه ألواناً عديدة من الآثار وفنون العمارة الإسلامية، سواء كانت عمائر دينية أو مدنية أو اجتماعية، بالإضافة إلى عمائر الاستحكامات الحربية الأثرية، من القلاع والحصون والأبراج والأسوار. وهذا الميراث الحضاري والثقافـي فـي المغرب الأقصى، قد سهل على تصنيف العديد من مواقعه الأثرية، ومدنه العتيقة، ومعالمه المادية واللامادية، ضمن قائمة التراث العالمي.ولكل هذه الأسباب، ينبغي علينا القيام بنشر الوعي الأثري بأهمية الكنوز الأثرية الثمينة، وتعريف الناشئة والأجيال القادمة بقيمها الحضارية والجمالية، وتربية الأطفال والشباب فـي ربوع المملكة المغربية، على زيارة المناطق والمواقع الأثرية.وسوف أصطحبكم على متن صفحات هذه السلسلة المبسطة «روائع الآثار المغربية للأطفال والناشئين» إلى زيارة المواقع الأثرية، والمعالم التاريخية والحضارية فـي مغربنا الأقصى العريق، لكي نقف أمام عظمة بنائها وتنوع فنونها، راجياً من الله عز وجل أن تكون هذه الجولة البداية لنشر الوعي الأثري فـي مغربنا الأقصى الزاخر بالكنوز الأثرية والـمُتحفية العريقة. وسأحكي لكم اليوم قصة جامع القرويين، الذي يعَدُّ من أعرق المؤسسات الحضارية والثقافية فـي العالم الإسلامي، والذي غدا يؤم أروقته وبلاطاته الطلاب من كل الأرجاء، وأخذ العلماء يشدون إليه الرحال من كل صوب، لكي نتعرف سوياً على عظمة بناء هذه المؤسسة الحضارية العتيقة والوقوف على دورها الثقافـي الرائد فـي العالم العربي والإسلامي.