إن النقاش حول مستقبل إسلام أوربا يعني كل المثقفين والفاعلين السياسين والإجتماعيين المنشغلين بمستقبل أوربا. فقد ظهر الجيل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، وتفجر السؤال: المشروع كيف نكون مسلمين في أوربا؟ وبتعبير آخر: كيف تستطيع الهوية الإسلامية أن تنفتح في المجتمعات الأوروبية في ظل المبادئ وفي إطار الدساتير الجاري بها العمل،...
قراءة الكل
إن النقاش حول مستقبل إسلام أوربا يعني كل المثقفين والفاعلين السياسين والإجتماعيين المنشغلين بمستقبل أوربا. فقد ظهر الجيل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، وتفجر السؤال: المشروع كيف نكون مسلمين في أوربا؟ وبتعبير آخر: كيف تستطيع الهوية الإسلامية أن تنفتح في المجتمعات الأوروبية في ظل المبادئ وفي إطار الدساتير الجاري بها العمل، دون أن تتنكر لنفسها ولجذورها؟ إن الوجود الإسلامي الأوروبي كما يبرز اليوم ظاهرة قريبة العهد، ذلك أن الأربعين أو الخمسين سنة التي تفصل الموجات الأولى من المهاجرين عن الأجيال الشابة، أجيال التسعينات، لا تعبر على مستوى مجموعة معينة أو ساكنة في مجتمع معين، فلا مناص في تقدير هذا العامل، لأن الغاءه من الإعتبار يقود إلى إستنتاجات متسرعة لا تلقي بالاً لما يميز تخلق العقليات من بطء. وعملية التخلق الفعلي عملية عميقة، يعتورها البطء في الإداء. إن ظاهرة حداثة هذا الوجود الإسلامي، مع ما صاحب الظهور الواضح للمسلمين من فجائية في الثمانينات أثارت الدهشة وخلقت عند الجانبين ربيبة وسوء فهم، وأحياناًٍٍ رفضاً متبادلاً. إن التشجنجات المتوالية التي تظهر اليوم هي ظاهرة عادية ومنطقية يمكن التغلب عليها عبر ترسيخ حوار عميق، وعبر عمل تتم معانيه عن طثب، الشيء الذي لم تسمع به أحد الآن الظروف الموضوعية التي واكبت وجود المهاجرين الأوائل، قبل نوع الساكنة حينئذ ووضعيتهم الإقتصادية ووجودهم المؤقت والعابر. من هنا بات السعي لمراجعات نظرية جدية والجمع بين القراءة من خلال الإطار التشريعي/القانون، وكذلك المبادئ الدينية. ثم إستقرار التاريخ وحبس نبض الحياة اليومية بما تزخر به من حيوية وتموج ونمو وذلك لمعرفة واجبات المسلمين ومعرفة حقوقهم في المجتمعات العلمانية، كي يكون بإمكانهم العيش في أمان نفسي وإجتماعي في تلك الدول التي تتخذ في العلمانية نظاماً دستوراً لها والتي شاءت ظروفهم الإقامة فيها.