ليس هناك أمانة أثقل من كتابة التاريخ على كاهل كاتبه، فهو رسالة تتنازعها الأهواء وتطلب التفحيص والتمحيص ، الذكاء والفطنة لما سوف يترتب على الروايات.. فالأخطاء في كتابة التاريخ قد يحتملها الأجيال التالية دون ذنب أو جريرة وقد تتحملها أمة بأسرها كالأمة الإسلامية وتاريخيها الإسلامي الذي يمتلأ بالكثير من الأخطاء التى ارتكبها المؤرخون ...
قراءة الكل
ليس هناك أمانة أثقل من كتابة التاريخ على كاهل كاتبه، فهو رسالة تتنازعها الأهواء وتطلب التفحيص والتمحيص ، الذكاء والفطنة لما سوف يترتب على الروايات.. فالأخطاء في كتابة التاريخ قد يحتملها الأجيال التالية دون ذنب أو جريرة وقد تتحملها أمة بأسرها كالأمة الإسلامية وتاريخيها الإسلامي الذي يمتلأ بالكثير من الأخطاء التى ارتكبها المؤرخون دون قصد وعن حسن نية ، فاستغلها المستشرقون وأعداء الإسلام في التشهير بالأمة ورموزها ومقدساتها. وها هو ما دعا الدكتور "حسين مؤنس" إلى الدعوة لتنقية هذه الأصول، ليس بتغيير النصوص التاريخية وإنما بالتنويه والتنبيه لقارئها بأنها غير صحيحة... وهى الدعوة التى أودعها كتابه ودراسته هذه والتى تناولت الكثير من القضايا والموضوعات الحيوية في تاريخنا تحتاج جميعها إلى إعادة نظر. نذكر منها بعض قصص زواج الرسول صلى الله عليه وسلم ، وموقف مقتل عثمان رضى الله عنه والصراع بين الأمين والمأمون.. وكذلك محنة خلق القرآن. وهو في هذا لا يتوقف عند السرد وإنما يتعمق إلى التحليل والإشارة إلى السلبيات والإيجابيات، وتوضيح ما نحتاجه في رحلة "التنقية".