ان موضوع التفكير الاستراتيجي لم يتناوله سوي عدد قليل جدًا من الكتب، وحتي وقت قريب، كان هناك سوء اعتقاد بان هذا الجزء من عملية الادارة نادرًا ما يستخدم، ولا يلجا اليه سوي عدد قليل جدًا من الافراد من مستوى الادارة العليا. وفي الغرب؛ اتضح مؤخرًا ان التركيز المبالغ فيه للوصول الي تحقيق الكفاءة التنظيمية والاهتمام بالاهداف تقف كلها ف...
قراءة الكل
ان موضوع التفكير الاستراتيجي لم يتناوله سوي عدد قليل جدًا من الكتب، وحتي وقت قريب، كان هناك سوء اعتقاد بان هذا الجزء من عملية الادارة نادرًا ما يستخدم، ولا يلجا اليه سوي عدد قليل جدًا من الافراد من مستوى الادارة العليا. وفي الغرب؛ اتضح مؤخرًا ان التركيز المبالغ فيه للوصول الي تحقيق الكفاءة التنظيمية والاهتمام بالاهداف تقف كلها في النهاية عند حدود معينة لا تتجاوزها لذلك ظهرت الحاجة الى تفكير يمتد لاهداف ذات امد اطول، وتنعكس اثاره بشكل ملموس، بحيث يرتبط بالفاعلية التنظيمية، ويؤدي في النهاية الى تحقيق بدائل مستقبلية، ومن هنا ظهرت حقيقة بسيطة لكنها عميقة وهي ان قيادة المؤسسة امر يختلف تمامًا عن ارادتها. قد يبدو ان ذلك مجرد قول مرسل، لكن هذه الحقيقة تعتبر ذات آثار مهمة جدًا علي المسئولين عن قيادة المؤسسة، او الذين يتطلعون الى تولي هذه المسئولية، خصوصا في النواحي التي تتعلق بكيفية تفكيرهم عند صياغة التوجهات الرسمية وتوجهات مؤسسات القطاع العام والخاص والخدمات الصحية والتعليمية ومجهودات المنشآت غير الحكومية. كل هذا هو امر مرهون بمدي النجاح في اكتشاف ذلك الفارق بين القيادة والادارة من جهة وبين مدي مقدرة الادارة على هذا النوع من التفكير – التفكير الاستراتيجي – من جهة اخرى.