قصدنا في هذه الدراسة أن نرسم خطوطا إجمالية لدور الفكر العربي في تكوين الفكر الأوربي لأن هذا الدور واسع المدى عميق الأثر، شمل الصناعات ولم يقتصر على الفلسفة والعلوم الطبيعية والفيزيائية والرياضيات، بل امتد كذلك إلى الأدب: الشعر منه والقصص وإلى الفن: المعمار والموسيقى منه بخاصة.وتمت عملية الإخصاب بين الفكر العربي البالغ كما تطوره ...
قراءة الكل
قصدنا في هذه الدراسة أن نرسم خطوطا إجمالية لدور الفكر العربي في تكوين الفكر الأوربي لأن هذا الدور واسع المدى عميق الأثر، شمل الصناعات ولم يقتصر على الفلسفة والعلوم الطبيعية والفيزيائية والرياضيات، بل امتد كذلك إلى الأدب: الشعر منه والقصص وإلى الفن: المعمار والموسيقى منه بخاصة.وتمت عملية الإخصاب بين الفكر العربي البالغ كما تطوره وبين العقل الأوروبي وهو بسبيل يقظته وتملس طريقه في البداية، تمت عملية الإخصاب هذه في منطقتين: الأولى أسبانيا وفي مدينة طليطلة منها بخاصة والثانية صقلية، وجنوب ايطاليا، خصوصا في عهد ملوك النورمان وأشهرهم رجار الثاني المتوفى سنة 1157 وفردريك الثاني المتوفي سنة 1250م. فقد كانت هاتان المنطقتان نقطتي التلاقي بين الثقافة العربية الاسلامية الزاهرة وبين العقلية الأروبية الناشئة لأنهما على الحدود بين دار الإسلام وبين أوروبا.