وفّر ظهور شبكات التواصل الاجتماعي الإلكتروني في توقيتات متزامنة “فتحاً تاريخياً”، نقل الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة، وأعطى مستخدميه فرصاً كبرى للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا قيود ولا رقابة إلا بشكل نسبي محدود. إذ أوجد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قنواتٍ للتعاطي المباشر والحي والفوري من جمهورها في تطور يغيّر من جوهر النظريات الات...
قراءة الكل
وفّر ظهور شبكات التواصل الاجتماعي الإلكتروني في توقيتات متزامنة “فتحاً تاريخياً”، نقل الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة، وأعطى مستخدميه فرصاً كبرى للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا قيود ولا رقابة إلا بشكل نسبي محدود. إذ أوجد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قنواتٍ للتعاطي المباشر والحي والفوري من جمهورها في تطور يغيّر من جوهر النظريات الاتصالية المعروفة، ويوقف احتكار صناعة الرسالة الإعلامية لينقلها إلى مدى أوسع وأكثر شمولية، وبقدرة تأثيرية وتفاعلية لم يتصوّرها محللو وخبراء الإعلام والاتصال.وعليه؛ فإن هذا الكتاب محاولة بحثية قائمة على المنهج التحليلي لظاهرة وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل الوقوف على الدور الذي لعبته هذه الوسائل في تأجيج الانتفاضات العربية وقدرتها على إحداث التغيير والإصلاح، كما حاولنا وضع مقاربة لكيفية توظيف الشباب العربي لهذه الوسائل من خلال أشكال التعامل معها والاستفادة منها بشكل فعّال، واستخلاص العبر والدروس، والإضاءة على فعالية الشباب، وقدرتهم على تطويع التكنولوجيا الحديثة، للتعبير عن إمكانياتهم، من أجل تغيير أفضل.