لقد أدى تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عصرنا الراهن إلى التركيز على المعرفة بهدف الوصول إلى المعرفة القيمة وسط هذا الكم الهائل من المعرفة بأنواعها المختلفة التي تتراكم يومياً. كما وأن ظهور واتساع تطبيقات الشبكة الدولية (Internet) خلال العقد الأخير، التي تزامنت مع ثورة المعلوماتية والاتصالات الهائلة...، أدت إلى ظهور العدي...
قراءة الكل
لقد أدى تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عصرنا الراهن إلى التركيز على المعرفة بهدف الوصول إلى المعرفة القيمة وسط هذا الكم الهائل من المعرفة بأنواعها المختلفة التي تتراكم يومياً. كما وأن ظهور واتساع تطبيقات الشبكة الدولية (Internet) خلال العقد الأخير، التي تزامنت مع ثورة المعلوماتية والاتصالات الهائلة...، أدت إلى ظهور العديد من المفاهيم العلمية مثل إدارة المعرفة واقتصاد المعرفة ومجتمعات المعرفة وغيرها. ونتيجة لذلك، فقد بدأ المديرون والدارسون والباحثون في البحث عن إدارة المعرفة التي تساعدهم في مواجهة تحديات العصر وإيجاد الحلول السليمة للمشاكل التي تواجههم. ولا بد من تعريف المفاهيم والنظريات والتكنولوجيات التي تعتبر الأساس في بناء نظم إدارة المعرفة وهياكلها التنظيمية بهدف استخدام حلول هذه الإدارة وعمليات تطوير هذه الحلول وتأسيسها. ويأمل المؤلفون من أم هذا الجهد المتواضع في هذا الكتاب سوف يساعد القارئ (أي كان) على بناء وامتلاك بعض المهارات المناسبة التي تتمثل في العملية الإدارية والفنية والنظرية في إدارة المعرفة في بيئة الأعمال الراهنة.إن الهدف من هذا الكتاب هو تأمين ومن خلال التوجهات المعلوماتية، تأمين التطبيقات الموحدة في إدارة المعرفة لأن تكنولوجيا المعلومات التي حققت ثورة هائلة في عالم اليوم وسوف تستمر في تعميق وجودها وتطبيقاتها فهي أعطت الدافع الضروري لنجاح الإبداعات والابتكارات. إن تكنولوجيات الذكاء الصناعي والنظم الخبيرة وكذلك الشبكة الدولية (الإنترنت) قد ساهمت وسوف تبقى تساهم في دعم وتحويل حقول إدارة المعرفة ونشرها ما بين المجتمعات المختلفة. كما وأن هذه التكنولوجيات لا يمكن لها أن تكون فاعلة من دون الأبعاد الاجتماعية اليومية للمنظمات، مثل العصف الذهني والتطبيقات المشتركة لمختلف المجموعات والشرائح الاجتماعية.وتعرف إدارة المعرفة- كما جاءت في هذا الكتاب، على أنها الحاجة للحصول على أفضل حوار ومعرفة وهذا يعني بأن إدارة المعرفة هي النظام البالغ الأهمية المتسارع بوتائر عالية يوماً بعد آخر والذي يهدف إلى تحقيق اكتشاف وامتلاك والمشاركة والتطبيقات المعرفة للمنظمات. كما وأن من الممكن رؤية منافع إدارة المعرفة من خلال فصول هذا الكتاب المختلفة، والتي حاول المؤلفان التعامل مع مفاهيم إدارة المعرفة وفقاً للتقاليد العلمية والأكاديمية.وينقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة أبواب وارتبط الباب الأول بمفهوم إدارة المعرفة وطبيعته، واشتمل على فصول عدة عالجت موضوعات التعريف بنظم إدارة المعرفة وأنماطها وعملياتها، وكذلك خارطة المعرفة، ثم تطور نظم إدارة المعرفة وجذورها الفكرية والإدارية والتكنولوجية، وكذلك بناء نظم إدارة المعرفة، ومكوناتها كذلك العلاقة بين المعرفة والمعلومات والبيانات، وبناء وتوليد المعرفة باستخدام التكنولوجيا، وإجراءات تحويل المعرفة، فضلاً عن المنظمات الرقمية أو الإلكترونية الافتراضية وصفاتها المميزة، ودور التكنولوجيا في المنظمات الإلكترونية الافتراضية، وأخيراً العلاقات التبادلية بين التكنولوجيا والثقافة والمعرفة.أما الباب الثاني فقد اشتمل هو الآخر على مجموعة أخرى في الفصول التي عالجت موضوعات تصميم وبناء نظم إدارة المعرفة، من حيث دور تكنولوجيا المعلومات في اكتشاف وبناء المعرفة، ومستودع البيانات وفوائده المعرفية للمنظمة. وكذلك منجم البيانات وفوائده ودوره في تصميم نظام اكتشاف المعرفة، والمحتوى المعرفي والتكنولوجيا. وعالج فصل آخر موضوعات التكنولوجيا المساندة لنظام إدارة المعرفة، من حيث توزيعها، أي توزيع المعرفة، وتوليدها، والمشاركة بها، ودور الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة في ذلك. أما البنى التكنولوجية التحتية لنظام إدارة المعرفة فقد تمت تغطيته في فصل آخر، عالج موضوعات الأجهزة المستخدمة في نظم إدارة المعرفة، والبرامجيات المطلوبة لبناء قواعد ومناجم البيانات، والاتصالات عن بعد والشبكات، والإنترنت واستخداماته وتطبيقاته المعرفية، من جانب آخر فقد عالج الفصل الثامن من هذا الباب موضوعات نشر المعرفة، وإجراءاتها، والأساليب الحديثة في تكنولوجيا النشر المعرفي، وإدارة المعرفة وحقوق الملكية الفكرية، وكذلك التشريعات الأردنية الخاصة بالملكية الفكرية.أما الباب الثالث فقد اشتمل هو الآخر على مجموعة أخرى من الفصول، عالجت دور إدارة المعرفة في بقاء المنظمات ومستقبلها، وأثر إدارة المعرفة على تحسين العمليات والفعاليات المختلفة، وأثرها على الأداء المنظمي، وكذلك مستقبل إدارة المعرفة، وعالج في الفصل العاشر من هذا الباب إدارة المعرفة وحل المشكلات. في حين تطرق المؤلفون إلى موضوع التعلم الإلكتروني وإدارة المعرفة في الفصل الحادي عشر. وجاء الفصل الثاني عشر ليغطي موضوع دور إدارة المعرفة في الأداء المؤسسي للمنظمة، من حيث عوامل النجاح الحرجة، والمعرفة والذكاء والتعلم والخبرات والمهارات، وخصائص المنظمات التعليمية، والمعرفة ومعايير الأداء المتميز. أما الفصل الأخير من هذا الباب، بل ومن الكتاب كله، فقد تم تكريسه إلى إدارة المعرفة والموارد البشرية.وأخيراً يأمل المؤلفون بأنهم قد قدموا إسهاماً متواضعاً في موضوع مهم فرض نفسه على المنظمات والأعمال بقوة، فإدارة المعرفة هي التي تقود التطور والتقدم والنجاح في منظمات اليوم وستبقى كذلك لعقود قادمة من الزمن.