مع تقدم العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الإجتماع وما يرتبط بهما من تخصصات طبية كالطب النفسي، إضافة إلى انتشار المعالجين بالقرآن بصورة ربما لم تحدث عبر تاريخ الأمة الإسلامية، بل واستحداث بعضهم لأساليب جديدة في التشخيص والعلاج فإن الحاجة أصبحت ملحة في أن يتعاون علماء الشريعة والمتخصصون من أبناء الأمة في مراجعة تلك الأمور المستجدة...
قراءة الكل
مع تقدم العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الإجتماع وما يرتبط بهما من تخصصات طبية كالطب النفسي، إضافة إلى انتشار المعالجين بالقرآن بصورة ربما لم تحدث عبر تاريخ الأمة الإسلامية، بل واستحداث بعضهم لأساليب جديدة في التشخيص والعلاج فإن الحاجة أصبحت ملحة في أن يتعاون علماء الشريعة والمتخصصون من أبناء الأمة في مراجعة تلك الأمور المستجدة وعرضها على ميزان الشرع القويم، فالمتأمل في منهج البحث الغربي يجده منهجاً علمياً متميزاً، لكنه قد اغرق جداً في المادية، ولم يعتبر أثر الجوانب الإيمانية، وفي المقابل فإن المنهج الإسلامي هو منهج متميز لكن شوهه فهم بعض أتباعه وانطلاقهم في التعامل معه من رؤاهم الإجتماعية وظنونهم الشخصية، ومن هذا المنطلق فإن هذا الكتاب هو محاولة في كشف اللبس عن بعض الناس، ومناقشة تلك الغيبيات وتعامل الناس معها، سواءاً كانوا من المتخصيين أو العامة، وذلك برؤية طبية نفسية شرعية، وعلى هذا لم أعرض في هذا الكتاب لعلاقة التدين بالصحة النفسية رغم أهميته، نظراً لأنه غير مرتبط بشكل مباشر بموضوع البحث، كما لم أدرس العلاج بالقرآن بمفهومه الشامل مثل تدبر آياته والإستفادة مما جاء فيه من قواعد العلاج السلوكي والمعرفي وتوظيفها على أرض الواقع بمنهج يخاطب النفس الروح في آن واحد، بل اقتصرت على دراسة أحد وسائل العلاج القرآن هي الرقية.