لقد عرض القرآن كثيراً من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومشاهد حياته وأحداث سيرته، الخاصة والعامة. وقد استدرك القرى، على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض مواقفه، في بعض أقواله وأفعاله، وعاتبه الله في بعض ما صدر عنه من ذلك، وسجلت آيات القرآن ذلك الاستدراك والعتاب، وستبقى تتلى حتى قيام الساعة.وخاص بعض السابقين كثيراً في ...
قراءة الكل
لقد عرض القرآن كثيراً من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومشاهد حياته وأحداث سيرته، الخاصة والعامة. وقد استدرك القرى، على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض مواقفه، في بعض أقواله وأفعاله، وعاتبه الله في بعض ما صدر عنه من ذلك، وسجلت آيات القرآن ذلك الاستدراك والعتاب، وستبقى تتلى حتى قيام الساعة.وخاص بعض السابقين كثيراً في تلك المواقف، وأكثروا من الكلام عن آيات العتاب للرسول صلى الله عليه وسلم، وقدموا فيها روايات لم تصح، وأخباراً لم تثبت، ونسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يليق به، وما لا يتفق مع نبوته وعصمته، وعلو منزلته عند الله، وسجلوا ذلك في بعض كتب الحديث والتفسير والتاريخ.ووقع القراء لتلك الكتب في إشكالات في فهم تلك المواقف النبوية وتحليلها وتوجيهها، وفي تفسير الآيات التي عرضتها، واستدركت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، ونسب بعضهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يليق به، بناءً على ما قرؤوه.ولتصحيح هذا اللفظ حول هذا الكتاب من السلسلة القرآنية (من كنوز القرآن) حيث خصص للحديث عن عتاب القرآن للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مكمل للكتاب السابق من السلسلة والصادر تحت عنوان "مواقف الأنبياء في القرآن: تحليل وتوجيه" في هدفه وموضوعه ومنهجه، وإذا كان هذا الكتاب الأخير للحديث عن الأنبياء السابقين، فإن هذا الكتاب كما قلنا خاص بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لتحليل وتوجيه آيات كتابه، والاستدراك على بعض ما صدر عنه من أقوال وأفعال أو تصرفات.وهو يحتوي على ثلاثة عشر فصلاً توزعت موضوعاتها كما يلي: الأول: عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم يشير فيه إلى اختلاق العلماء في عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أجاز بعضهم وقوع الرسول صلى الله عليه وسلم في كبائر وصغائر، وارتكاب ذنوب ومعاص ومخالفات، ومنع آخرون ذلك عنه، وأجازوا وقوعه في أخطاء. ورجح فيه الرأي القائل بعصمة الرسول صلى الله عليه وسلم من الكبائر والصغائر، ومن الذنوب والمعاصي، وعصمته أيضاً من الأخطاء، ودلل على هذا الرأي بأمثلة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.ورتب الفصول اللاحقة على أساس ترتيب سور القرآن. ثانياً: موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من سرقة طعمة بن أبيرق. كما عرضته آيات من سورة النساء. الثالث: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالبقاء مع المسلمين المستضعفين. كما عرضته آيات من سورة الأنعام. الرابع: عتاب الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن أسرى بدر. كما عرضته آيات من سورة الأنفال.الخامس: إذن الرسول صلى الله عليه وسلم للمتخلفين عن غزوة تبوك. كما عرضته آيات من سورة التوبة. السادس: صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم على زعيم المنافقين، عبد الله بن أبي. كما عرضته آيات من سورة التوبة أيضاً. السابع: ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم أمام مساومات الكفار. كما عرضته آيات من سورة الإسراء.الثامن: نسيان الرسول صلى الله عليه وسلم قول: إن شاء الله. كما عرضته آيات من سورة الكهف. التاسع: إلقاء الشيطان في أمنية الرسول صلى الله عليه وسلم، كما عرضته آيات من سورة الحج. العاشر: زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش، رضي الله عنها. كما عرضته آيات من سورة الأحزاب. الحادي عشر: اعتزال الرسول صلى الله عليه وسلم لنسائه، وتخييره لهن. كما عرضته آيات من سورة التحريم.الثاني عشر: تحريم الرسول صلى الله عليه وسلم على نفسه الحلال، لمرضاة أزواجه، كما عرضته آيات من سورة التحريم. الثالث عشر: عتاب الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه. كما عرضته آيات من سورة عبس. هذه المواقف الإثنا عشر هي أشهر مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن، التي قد لا يحسن بعضهم فهمها وتحليلها وتوجيهها، وقد يسيء للنبي صلى الله عليه وسلم بسببها، وقد ينسب له ما يتعارض مع عصمته، ولا يتفق مع مقامه العظيم.