هذا الجزء الثاني من سلسلة "وجهة نظر" التي خصصت لموضوعات غالبا ما تقدم في ندوات أو لقاءات، تتم داخل المغرب أو خارجه.وهي موضوعات تبدو مختلفة، ولكن تناولها ينطلق دائما من مناقشة الثنائي الذي يؤثر سلبا على حياتنا الفكرية، ومن ثم على واقعنا بكل مكوناته. هذا الثنائي هو "الثقافة" الموجهة للسلوك تنظيرا وممارسة، وغياب «الوعي» بعن...
قراءة الكل
هذا الجزء الثاني من سلسلة "وجهة نظر" التي خصصت لموضوعات غالبا ما تقدم في ندوات أو لقاءات، تتم داخل المغرب أو خارجه.وهي موضوعات تبدو مختلفة، ولكن تناولها ينطلق دائما من مناقشة الثنائي الذي يؤثر سلبا على حياتنا الفكرية، ومن ثم على واقعنا بكل مكوناته. هذا الثنائي هو "الثقافة" الموجهة للسلوك تنظيرا وممارسة، وغياب «الوعي» بعناصره هذه الثقافة، وبضرورة تحليلها وإعادة البناء بالصالح منها، والتخلي عن الضار الذي لا ينفع.فثقافتنا تؤطرها مجموعة من المرجعيات والمفاهيم التي تميل بها إلى العقم والتحجر، ولا تساعد على الخلق والنمو. ولعل من أهم هذه المفاهيم والتصورات :- اعتبار كثير من الأعراف وآراء السابقين جزءا من شريعة الإسلام الموحى بها، وربما فاقت أحيانا في التمسك بها، بعض الأحكام التي نزل بها كتاب الله.- رسوخ فكرة : لم يترك الأولون ما يقوله الأخيرون وليس لهؤلاء تجاوز أو مخالفة ما تركه أولئك.- فهم الشريعة وبيان أحكامها وظيفة العلماء، أما «العامة» فغير مؤهلين لذلك، وحسبهم سؤال «ورثة الأنبياء» والاقتداء بهم.إن عدم الوعي بمثل هذه المفاهيم المؤطرة لثقافتنا، يلقي ضبابا كثيفا على مسيرتنا الفكرية تعجز معه عن الرؤية السليمة، والإهتداء إلى الصراط السوي...