ميزة هذا الكتاب أنه يقدم معلومات عن أهم حركات فكرية تشغل بال الشرقيين وهي حركة الاستشراق الروسي. فالكتابات عنها وإن توفرت فهي سطحية لا تلامس جوهر هذه الحركة ولا تفصح عن طبيعتها ودوافعها. ولعل الاستشراق الروسي هو المادة الوحيدة التي تفتقر إلى المتابعة والبحث.وهذا ما عكف عليه مؤلف هذا الكتاب فهو يقدم لموضوعه بمبحث يتناول فيه موقف ...
قراءة الكل
ميزة هذا الكتاب أنه يقدم معلومات عن أهم حركات فكرية تشغل بال الشرقيين وهي حركة الاستشراق الروسي. فالكتابات عنها وإن توفرت فهي سطحية لا تلامس جوهر هذه الحركة ولا تفصح عن طبيعتها ودوافعها. ولعل الاستشراق الروسي هو المادة الوحيدة التي تفتقر إلى المتابعة والبحث.وهذا ما عكف عليه مؤلف هذا الكتاب فهو يقدم لموضوعه بمبحث يتناول فيه موقف روسيا من الإسلام وعلاقتها بالدولة الإسلامية التي كانت تمثلها الدولة العثمانية أو بمسلمي الشرق في مناطق آسيا الوسطى والتي كانت لها امتدادات عميقة في تاريخ الإسلام.ويعرض المؤلف للأدوار التي مر بها الاستشراق في روسيا وهما مرحلة الاستشراق الروسي سواء في روسيا الكيفية أو روسيا القيصرية. ومرحلة الاستشراق السوفيتي إذ لم يعد الاستشراق في هذه المرحلة محصوراً بالأرض الروسية وإنما توسع مع توسع الأراضي السوفيتية.ويؤكد المؤلف أن العلاقات التي كانت تربط العالم العربي والإسلامي مع روسيا والاتحاد السوفياتي السابق من الضعف بحيث كان الاستشراق الروسي بعيداً عن متناول الباحثين، ويبين أن اهتمام المستشرقين الروس قد انحصر في الجانب اللغوي من القرآن الكريم دون الخوض في طبيعته. كما اتسم بتأكيده على همجية الغزو الإسلامي على الشعور المقهورة كما تسميها المناهج التي تدرس في روسيا، ولم يهتم الاستشراق الروسي بالإسلام كدين، وإنما كباعث على معرفة التوزع الجغرافي العربي ومجموعة من المخطوطات المعنية بمستشرقين ومجموعة من النقوش التي تنعش الحضارة الحديثة.والكتاب يحتوي على ملحق بالإصدارات الاستشراقية الروسية والسوفيتية في مختلف العلوم والآداب.