الكتاب من ترجمة مبارك وساط.
مظروف أبيض. انه موجه إلى الكل والى لا أحد. أعرف ما بداخله. أفتحه، مع ذلك ثمة حزمتان من أوراق المئة والمئتين درهما. يبدو أن هنالك مليوني سنتيم.أعدها، الأوراق النقدية جديدة. أعدها ثانية. أسمع جلبة في الرواق. أعيدها إلى المظروف. يتملكني الارتجاف. لم يحدث أبدا أن وقع بين يدي مثل هذا القدر من الأوراق الن...
قراءة الكل
الكتاب من ترجمة مبارك وساط.
مظروف أبيض. انه موجه إلى الكل والى لا أحد. أعرف ما بداخله. أفتحه، مع ذلك ثمة حزمتان من أوراق المئة والمئتين درهما. يبدو أن هنالك مليوني سنتيم.أعدها، الأوراق النقدية جديدة. أعدها ثانية. أسمع جلبة في الرواق. أعيدها إلى المظروف. يتملكني الارتجاف. لم يحدث أبدا أن وقع بين يدي مثل هذا القدر من الأوراق النقدية. أترك المظروف في مكانه و أتظاهر بقراءة الصفحات. أقرأ وأفكر في هذين المليونين. أقول لنفسي بأن ذلك يمكن أن يكون بداية. سأربح في بضع دقائق أربعة أضعاف راتبي. إن حددت هذه العملية في غضون خمسة عشر يوماً سأصبح غنيا. أغلق الملف، ويسرح ذهني في الأحلام. أدرك أن النقلة ستكون عنيفة. الجميع سيرتابون في حصول أمر ما. سيفحم زوجتي الشعور بالنشوة، لكن أمها لن تفوت فرصة لتذكيري بان الفضيلة لم تعد مبتغاي. أغلق الملف من جديد وأحيطه بخيط بلاستيك. أدفعه بعيدا عني. أحدق فيه. في سمكه ثمة ما يزري بي.نعم، هكذا تتم الأمور. مظروف أبيض أو رمادي لا يحمل اسم المرسل اليه. انه مثل حافظة الأوراق التي يعثر عليها المرء في الشارع، يسحب في نهاية المطاف محتوياتها ويلقي بها في صندوق القمامة. أحس بالميل إلى افراغ المظروف. إن فعلت ذلك، لن أستطيع بعد العودة إلى الوراء. سيكون ذلك بداية الدخول في الدوامة. حياتي ستغير. سيكون هنالك ما قبل المظروف وما بعده. أنهض وأدخن سيجارة. أنظر عبر النافذة.