"عزيزي رمزي: ها أني أفي بوعدي لك، وافرغ من كتابة قصةٍ بدأتها قبل عامين، حين كنت أنت بعمر بطلها "مختار"، ابن خمس عشر سنة، فأرجو أن تفي أنت بوعدك، وتقرأها، يا بنى قبلت تحديك وأقدمت على أول تجربة لي في الكتابة للشباب (ولا أقول للأحداث لأن أبناء هذا الجيل، ينضجون وهم في السن الخامسة، لوفرة ما تقدم لهم الحياة من خيرات العلم والمعرفة،...
قراءة الكل
"عزيزي رمزي: ها أني أفي بوعدي لك، وافرغ من كتابة قصةٍ بدأتها قبل عامين، حين كنت أنت بعمر بطلها "مختار"، ابن خمس عشر سنة، فأرجو أن تفي أنت بوعدك، وتقرأها، يا بنى قبلت تحديك وأقدمت على أول تجربة لي في الكتابة للشباب (ولا أقول للأحداث لأن أبناء هذا الجيل، ينضجون وهم في السن الخامسة، لوفرة ما تقدم لهم الحياة من خيرات العلم والمعرفة، ولكثرة ما ينفتح أمامهم من آفاق جديدة توسع مداركم... لا أخفيك يا رمزي، بأن الأبواب التي تشرع لكم اليوم لم تكن مفتوحة أيام كنت أنا في مثل عمرك، لكن في نطاقنا الضيق وضمن آفاقنا المحدودة، وبين أحضان الجدين والوالدين والقرية الصغيرة، الحنون كرحم الأم، أقول، بين تلك الأحضان الدافئة، كنا ننتقل، وننعم مثلكم، بالأحلام، والآمال، والقيام برحلات كثيرة يخطط لها الخيال في أوقات الرضى والأول. من ذلك البعد أغرق ذكريات أول رحلة قمت بها في حياتي، وكانت بالنسبة لسنواتي الخمس، أعمق تجربة نقشت آثارها على صفحة الذاكرة بأحرف تستطيع أناملى أن تتلمسها في هذه اللحظة. وتسألني: هل كنت مثل بطل قصتي، أبحث عن زهرة السعادة؟ عن الحلم الضائع؟ وهل كان للرحلة هدف؟ أجيب طبعاً يا بني، وكل خطوة نخطوها دون رسم الهدف، تكون خطوة من الفراغ، ولا تترك أثرها فوق وجه الأرض".إلى عالم القرية حيث البراءة والمحبة والعفوية ينتقل القارئ مع "إملي نصر الله" ودون عناء منه أو منها، ينسحب بخفة ليقرأ من سطورها ومما كتبته في "الباهرة" قصة تناغم الحياة، وتشكلها، سيقرأ قصة "مختار" مع وصية جدّه وسيبحث معه عن "الباهرة" زهرة القمر التي نبتت على السفح الغربي من جيب الشيخ، وتجلب معها لكل من يحملها بين يديه السعادة والذهب. سيقرأ معاناة صبي صغير أوصي بالبحث عن الحلم في الطبيعة كدرس له يعلمه خفايا الحياة وصعابها وإنها ليست كما يعيشها بين والديه سعادة ويسر.