ماذا تبقى من عناء«الفلسفة الجدد»، الذين نورونا، نقصد استهبلونا، طوال ثلاثين سنة؟ ما هي في نهاية المطاف الأنقاض الناجمة عن الآلة الإيديولوجية الكبرى للحرية، حقوق الإنسان، الديموقراطية، الغرب وقيمه؟ كل ذلك يختزل في لفظ سلبي وضيع، كحالة مثبتة عارية مثل اليد: في القرن العشرين، يمكن القول بأن الأنظمة الاشتراكية، وهي الأشكال الملموسة ...
قراءة الكل
ماذا تبقى من عناء«الفلسفة الجدد»، الذين نورونا، نقصد استهبلونا، طوال ثلاثين سنة؟ ما هي في نهاية المطاف الأنقاض الناجمة عن الآلة الإيديولوجية الكبرى للحرية، حقوق الإنسان، الديموقراطية، الغرب وقيمه؟ كل ذلك يختزل في لفظ سلبي وضيع، كحالة مثبتة عارية مثل اليد: في القرن العشرين، يمكن القول بأن الأنظمة الاشتراكية، وهي الأشكال الملموسة الوحيدة للفكرة الشيوعي، منبت كليا بالفشل، بل هي نفسها عادت لتتبنى العقيدة الرأسمالية الظالمة.إن فشل هذا المثال يتركنا عرضة لعقيدة التنظيم الرأسمالي للإنتاج وللنظام الدولتي البرلماني، في غياب أي حق في الاختيار: يجب أن نقبل ذلك طوعا أو كرها. هذا فضلا عن أنه لهذا السبب علينا اليوم أن ننقذ الأبناك دون أن نصادرها، وأن نعطي الملايير للأغنياء ولاشيء للفقراء، وأن نروض ما أمكن الوطنيين ونعبئهم ضد العمل الذين يأتون من الخارج، وباختصار أن نعمل عن كثب على تدبير كل الويلات، لكي نحافظ على بقاء القوى العظمى. لا خيار، أقول لكم! لا، ليس – كما قد يسلم بذلك بعض إيديولوجيينا – لأن تسيير الاقتصاد والدولة من طرف بعض العصابات الجشعة، وليس لأن الملكية الخاصة الجامحة هما الخير المطلق. لكنه الطريق الأوحد الممكن، حسب تصور ستيرنير الفوضوي، فالإنسان فاعل شخصي في التاريخ، يتعلق الأمر ﺒ «الكائن الفريد من نوعه وبملكيته». أما اليوم فالأمر يتعلق ﺒ « الملكية باعتبارها الشيء الفريد من نوعه».