إن موضوع نظرية المنظمة موضوع شائك ،ليس لأن فيه عشرات المفاهيم التي نحن في حاجة ماسة إلى فهمها بدقة،ولكن لأن الكثير منها يخضع لاجتهادات شخصية متباينة الأسباب والمآرب .والتحدي الذي واجهه الكاتب في كتابه هذا هو في كيفية الأخذ بيد القارئ نحو الطريق السليم الذي يتخلل هذه المفاهيم والانتقال به من موضوع إلى آخر وفقا لما يتوقعه الكثير م...
قراءة الكل
إن موضوع نظرية المنظمة موضوع شائك ،ليس لأن فيه عشرات المفاهيم التي نحن في حاجة ماسة إلى فهمها بدقة،ولكن لأن الكثير منها يخضع لاجتهادات شخصية متباينة الأسباب والمآرب .والتحدي الذي واجهه الكاتب في كتابه هذا هو في كيفية الأخذ بيد القارئ نحو الطريق السليم الذي يتخلل هذه المفاهيم والانتقال به من موضوع إلى آخر وفقا لما يتوقعه الكثير من الكتّاب والباحثين في نظرية المنظمة ،ومن خلال تحليل معمق ورؤية راصدة تطمح إلى إزالة كل ما من شأنه الإخلال بأسلوب تنظيم الكتاب،وتعمل في الوقت نفسه على تشخيص النقاط الأساسية على امتداد الطريق،وباتجاه هذا الأسلوب اعتمد الكاتب الأسلوب السهل الذي تتخلله المناقشة الهادئة . إن الكتاب العلمي الجيد يجب أن ينظم بأسلوب منطقي يساعد القارئ على قرائته بشوق شامل،وقد تم ترتيب الكتاب على ضوء فرضية ضمنية خلاصتها أن هناك في أي منظمة اجتماعية هادفة ،محددات أساسية للهيكل التنظيمي (مثل الاستراتيجية،والحجم،والتكنولوجيا،والبيئة،والقوة والسيطرة) تؤثر في نوعية الهيكل التنظيمي الذي بالامكان تصميمه بأساليب عديدة،وكل ذلك يؤثر في النهاية في فاعلية المنظمة. ومن هذا المنطلق تضمن الكتاب ثلاثة أبواب اشتملت على ثلاثة عشر فصلا،اختص الأول بتقديم مقدمة في طبيعة المنظمات،واهتم الثاني بتشخيص ومناقشة المحددات التي لا يمكن للقائد الاداري تجاهلها عند اختياره هيكل المنظمة،واختص الباب الثالث بدراسة كيفية عمل المنظمات من خلال الوقوف عند آليات تنسيق البناء المنظمي وتحديد الأجزاء الأساسية فيه إلى جانب مناقشة خمسة خيارات أو بدائل لتصميم المنظمة في ضوء ايجاد التفاعل السليم بين كل من المعيارية والمركزية والتعقيد.