في ظل النواميس المعقدة التي تحكم سوق الطاقة العالمي، يبدو من المستحيل رسم ملامح السيناريو العالمي للطاقة الذي يلوح في الأفق. وعلى الرغم من ذلك، فإن التقييم الواقعي لاتجاهات السوق وتقدير المخاطر واستراتيجيات إدارة التغير والاستعداد المسبق لكافة الاحتمالات جميعها أمور ملحة لا سبيل للدول والمنظمات والشركات التي تمتلك حصة رئيسية في ...
قراءة الكل
في ظل النواميس المعقدة التي تحكم سوق الطاقة العالمي، يبدو من المستحيل رسم ملامح السيناريو العالمي للطاقة الذي يلوح في الأفق. وعلى الرغم من ذلك، فإن التقييم الواقعي لاتجاهات السوق وتقدير المخاطر واستراتيجيات إدارة التغير والاستعداد المسبق لكافة الاحتمالات جميعها أمور ملحة لا سبيل للدول والمنظمات والشركات التي تمتلك حصة رئيسية في مجال صناعة الطاقة إلى تجاهلها. وقد ينبع الغموض من عدة نقاط مثل: العوامل الجغرافية السياسية وقوى السوق وقضايا أمن الطاقة والمخاوف المتعلقة بالبيئة والسلامة. ومن ثم، فإن مثل هذه العوامل التي تحف السوق بالمخاطر تستدعي إجراء تحليلات دقيقة والتوصل إلى حلول فعالة.وقد ضم المؤتمر السنوي الثامن للطاقة الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في التاسع عشر والعشرين من أكتوبر 2002 في أبوظبي حشدا من خبراء الطاقة لتحديد المخاوف والمخاطر الرئيسية التي تؤثر في سوق الطاقة العالمية وتقييمها. وهذا الكتاب يضم الأوراق والدراسات التي قدمت في المؤتمر، وهي تلقي الضوء على بعض القضايا مثل: المخاطر الجغرافية السياسية والعسكرية وانقطاع إمدادات النفط والحوادث والطوارئ وقيود البنية التحتية وتذبذب الأسعار والغموض الذي يكتنف السوق العالمية والتحديات الفنية التي تواجهها. ويقدم الكتاب لمنتجي الطاقة ومستهلكيها، إرشادات قيمة حول تقليل حجم المخاطر المتوقعة من خلال بعض الأساليب مثل: تنويع مصادر إمدادات الطاقة، والاتجاه إلى تخفيض الاستيراد، وتطوير مصادر بديلة للطاقة، وإنشاء روابط استراتيجية مع الموردين، وتوقيع اتفاقيات للتعاون الإقليمي، والاحتفاظ بمخزون احتياطي من النفط، وتطبيق استراتيجيات التسعير، وتعزيز الحفاظ على الطاقة وزيادة فعاليتها، والتصدي للمضاربات التجارية.