إن المشكلات والمخاطر المحدقة بنا لا تفرّق بين المسلمين والمسيحيين في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي. وإن هذه الشراكة هي شراكة الحياة والمصير: إما أن ننسجها خيطاً خيطاً، ونبنيها حجراً حجراً، أو لا تقوم لنا قيامة. وكما لا يمكن قيام مشروع مسيحي خالص، أو مشروع إسلامي خالص في لبنان، كذلك لا يمكن إقامة مشاريع طائفية أو مذهبية في عا...
قراءة الكل
إن المشكلات والمخاطر المحدقة بنا لا تفرّق بين المسلمين والمسيحيين في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي. وإن هذه الشراكة هي شراكة الحياة والمصير: إما أن ننسجها خيطاً خيطاً، ونبنيها حجراً حجراً، أو لا تقوم لنا قيامة. وكما لا يمكن قيام مشروع مسيحي خالص، أو مشروع إسلامي خالص في لبنان، كذلك لا يمكن إقامة مشاريع طائفية أو مذهبية في عالمنا الإسلامي والعربي. وبخلاف ذلك فإننا ننحر بعضنا بعضاً، ونهدم بيوتنا بأيدينا وأيدي أعدائنا، على شاكلة ما نراه في عدد من المواقع في عالمنا الإسلامي والعربي، حيث نجد توترات بشتى أشكالها، منها ما صنعناه بأنفسنا، ومنها ما صنعه لنا عدوّنا. ولا ينجح عدونا إلا من حيث نيسّر نحن له النجاح. ولذا فإن البداية يجب أن تنطلق من داخل ذواتنا، على هدي المبدأ المفتاحي الذي ذكره الله عزّ وجل مرتين صراحة في كتابه الكريم: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم).