إذا أردنا الوقوف على أبرز الدلالات الحضارية لأحكام الجوار في الإسلام، وكفايتها لتوجيه الاجتماع المدني المعاصر، ما علينا إلا أن نقرأ بروية وتمعن هذا المقطع من كتاب الإمام شمس الدين: "... إذا ضممنا، إلى اتساع نطاق الجوار، وإلى طبيعة التكافل الاجتماعي فيه، أن هؤلاء الجيران لا يشترط فيهم أن يكونوا مسلمين، بل يمكن أن يكونوا غير مسلمي...
قراءة الكل
إذا أردنا الوقوف على أبرز الدلالات الحضارية لأحكام الجوار في الإسلام، وكفايتها لتوجيه الاجتماع المدني المعاصر، ما علينا إلا أن نقرأ بروية وتمعن هذا المقطع من كتاب الإمام شمس الدين: "... إذا ضممنا، إلى اتساع نطاق الجوار، وإلى طبيعة التكافل الاجتماعي فيه، أن هؤلاء الجيران لا يشترط فيهم أن يكونوا مسلمين، بل يمكن أن يكونوا غير مسلمين، نلاحظ حينئذ عظمى وإنسانية معنى المواطنة في الإسلام وحقوق المواطن بصرف النظر عن كونه مسلماً أو غير مسلم، ونستنتج من ذلك أن فلسفة الاجتماع الإسلامي في المدينة المسلمة، وفي سائر صيغ التجمع الحضري المسلم، لا تستبطن أبداً فكرة أن يكون هناك مجتمع نقي من الناحية الدينية، بل يمكن أن يتخلله غير مسلمين من أي دين كان ويتمتعون بنفس الحقوق وبنفس مستوى المسؤولية"."... يهدف الإسلام إذاً إلى إنشاء تجمعات حضرية مختلطة، لا بمعنى أنها أحياء متجاورة، بل بمعنى أن الأحياء نفسها تكون مختلطة، وهذا من أعظم النظرات الاجتماعية في الإسلام، والتي غفل عنها الفقهاء في أبحاثهم...".